أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش أمس (الأحد)، دعم بلاده للسياسات الأمريكية للتصدي لتهديدات النظام الإيراني الإرهابية، مشددا على أن إيران «المصدر الأساسي للتهديدات» في المنطقة. وقال قرقاش، في كلمته الافتتاحية لملتقى أبوظبي الإستراتيجي الخامس، إن التعددية واحترام السيادة الوطنية ومساعدة البلدان والشعوب المحتاجة هي مبادئ أساسية لسياسة بلاده الخارجية، مضيفاً «نسعى للاستقرار لحماية القيم والدفاع عن الكرامة الإنسانية في المنطقة». ولفت إلى ما تقود به بلاده ودول عربية أخرى من دور عسكري ودبلوماسي لمواجهة التهديدات التي تحيط بالمنطقة. كما تطرق إلى الشأن اليمني، بالتأكيد على أن «مليشيا الحوثي واصلت تحدي الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بانقلابها على الحكومة الشرعية ومخرجات الحوار الوطني المدعومة أمميا»، مشيرا إلى أن «التحالف العربي في اليمن والأممالمتحدة مستعدان للسلام لكن الحوثيين يعملون على إطالة أمد الحرب». وطالب الحوثيين بخفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في محادثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران. وأكد أن التحالف العربي سيبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية وإطلاق المفاوضات. وأوضح قرقاش أن مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، تأتي في مقدمتها الحاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، و«هذا التحالف لابد من أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي في المنطقة، كما يعد مجلس التعاون الخليجي لاعباً رئيسياً في هذا التحالف، والعنصر الآخر لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يتطلب مجابهة سلوك إيران الداعم للمليشيات والمزعزع لأمن الدول». وأضاف «من عناصر الاستقرار في المنطقة أيضاً مواجهة مهددات الأمن النابعة من الإرهابيين، ولئن شهدنا في الفترة الأخيرة نجاحات مهمة في محاربة داعش في العراق وسورية، والحوثيين في اليمن، إلا أن النجاح الكامل يقتضي أيضاً إحراز تقدم في مجابهة فكر التطرف». من جهتها، أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، في كلمتها الافتتاحية للملتقى، إن الملتقى يسعى إلى سبر أغوار التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية الدولية والإقليمية، وتفكيك الشيفرة الوراثية للسياسة الدولية وتداعياتها على المنطقة والإقليم، وتقديم تجربة الإمارات في بناء القوة الناعمة وتوظيف القوة الذكية كنموذج في بناء القوة، واستقراء تغير مفهوم القوة وتوزيعها دولياً وإقليمياً، إذ تعد القوة «الجين» المهيمن على السياسة الدولية والمسؤول عن التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية. وينظم مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، «ملتقى أبوظبي الخامس»، والذي انطلقت فعالياته أمس في العاصمة الإماراتية، برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ويناقش، عبر جلسات عدة وعلى مدى يومين، محاور عدة من أبرزها خريطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي المتغير، وصفقة القرن وتحولات سوق الطاقة الدولي، إضافة إلى نهاية خرافة إيران وقطر وجماعة الإخوان.