يبدو أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أدرك متأخراً أن المزايدة على السعودية ومحاولة استخدام المملكة كورقة انتخابية مكلف للغاية، إذ ظهر ترودو أمام معضلة مع اقتراب الانتخابات، بين المضي قدماً بانتقاداته غير الدبلوماسية، وبين المحافظة على وظائف الكنديين المنبثقة من صفقة سلاح مع المملكة تبلغ قيمتها 13 مليار دولار. وأشارت «رويترز» في تقرير مطول لها إلى أن الشاب الليبرالي يواجه معضلة كون صفقة السلاح لتوريد مركبات مدرعة تصنعها في كندا شركة جنرال داينامكس إلى المملكة، تكفل 3000 وظيفة بمدينة لندن الصغيرة في أونتاريو (المركز الصناعي الذي من المرجح أن يكون إحدى ساحات معركة الانتخابات الاتحادية التي ستجرى العام القادم)، ما يثير قلق أعضاء الحزب الليبرالي الحاكم في كندا. ويرى النائب عن دائرة لندن نورث سنتر في البرلمان بيتر فراجيسكاتوس في مقابلة صحفية أن «وظائف كثيرة تتعلق بهذا العقد»، مشيرا إلى أن ترودو زار المدينةمرات عدة، وأن رئيس الوزراء «يفهم جيدا التحديات التي تواجهها لندن. أنا أدافع بشدة عن منطقتي». ونقلت «رويترز» عن مصدر كندي مطلع قوله «لا نريد أن نخسر تلك الوظائف». وتظهر إحصاءات تجارية أن كندا شحنت مركبات مدرعة وقطع غيار قيمتها 166.9 مليون دولار كندي إلى السعودية في يوليو الماضي.