مضى أكثر من عام على بدء العمليات العسكرية التي استهدفت ولا تزال تنظيم داعش في دير الزور، على ضفتيه ضمن قوتين عسكريتين؛ الأولى تتزعمها روسيا حليفة النظام السوري، والثانية أمريكا ومعها قوات سورية الديموقراطية. فصائل دير الزور العسكرية ومعارضو النظام السوري من أبناء الدير المدنيون الموجودون سواء في تركيا أو في محافظات سورية أخرى، رفضوا كل الجهود التي بذلت للتنسيق بينهم وبين قوات سورية الديموقراطية. التنسيق الذي كان يهدف لإعادة إعمار المحافظة ليس بالمفهوم المعتاد بقدر ما يكون إعادة الحياة لأهاليهم الذين عايشوا كل الحقبات التي بدأت من الجيش الحر ولم تنته عند داعش. رفضت الفصائل العسكرية والمنظمات المدنية الديرية قطعياً التواصل والتنسيق مع «قسد» تحت ذرائع عدة منها تخوفهم من تسليم قوات سورية الديموقراطية المنطقة لاحقاً للنظام السوري، وهي شبهات تراودهم منذ عام 2011. بيد أن قوات سورية الديموقراطية اليوم لها عام كامل شرق نهر الفرات بل وإنها اصطدمت مرات عدة مع النظام السوري في مناطق عدة أدت لقتلى في صفوف الطرفين. الأكراد الموجودون في ديرالزور في ذات الوقت لن يقضوا وقتهم بكاء على معارضة دير الزور الموجودة في تركيا أو أوروبا وهي لا تزال ترفض القدوم والعمل جدياً لصالح المحافظة، إذ لا يزال الأكراد يعملون في المحافظة على جوانب عدة وليس فقط الجانب العسكري شكّلوا المجلس المدني الذي يعمل على استحياء، بيد أنه يقدم ما يمكن تقديمه خيراً من لا شيء. في الوقت ذاته المجلس المحلي لمحافظة دير الزور المشكّل خارج محافظة ديرالزور أعلن منذ بضعة أيام عن فشله في عدم مقدرته على إثبات نفسه أمام الدول والمنظمات الدولية الداعمة للثورة السورية. ما يعايشه المعارضون من أبناء دير الزور في الخارج هو أمل مبني على خروج قوات سورية الديموقراطية واستلامهم لزمام الأمور، بيد أن هذا الأمل حقيقة لا دلائل ملموسة له لا على المدى القريب ولا المتوسط بأن يتحقق. وأصبح لهم حتى هذا اليوم أكثر من سنة وهم يأملون بصورة أو بأخرى أن تسير الأمور كما يهوون. إلى متى سيبقى أبناء دير الزور معارضين في المنفى؟ هل سينطبق على الديريين المعارضين في الخارج أنهم في تشكيلة حكومة مهجر فقط لا غير بعيدة عن الواقع وعن التواصل المباشر والمعني مع المدنيين من أبناء محافظتهم؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية جربت لمرات كثيرة التعامل مع الفصائل والمنظمات المحلية في دير الزور أو باقي المحافظات السورية، وبسبب انعدام الثقة في صفقات عدة، اضطرت إلى التعامل مع حليف وجدته ينطبق عليه كل الصفات التي تبحث عنها من اعتدال إلى شراكة في التوجه وهذا ما جعلها «الولاياتالمتحدة» تعتمد على الأكراد كما حصل في كوباني والرقة وليس انتهاء بدير الزور.