يواجه رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبدالمهدي تهديدات حقيقية، من شأنها إعادة الفوضى إلى الشارع، بعد أن هددت «عصائب أهل الحق» عبر ذراعها السياسية كتلة «صادقون» المنضوية في تحالف البناء، بإحراق الأرض تحت أقدام السياسيين إذا ما فكر رئيس الوزراء باختيار مستقلين لحكومته. وحذرت العصائب، في بيان صدر في وقت متأخر الليلة قبل الماضية وحصلت «عكاظ» على نسخة منه، عبدالمهدي من اختيار أي من المستقلين أو الاستجابة لأي من الدعوات التي تطالب بذلك، مؤكدة أن المصير سيكون إفشالهم وإحراق الأرض وإغضاب الشارع العراقي. وجاء تهديد «العصائب» بعد أقل من ساعة على الدعوة الصريحة التي أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بضرورة الابتعاد عن الأحزاب في تشكيل الحكومة والاتجاه إلى المستقلين من التكنوقراط، وهو ما ترفضه إيران، التي سارعت لتحريك عملائها في العراق للرد السريع وعدم إعطاء عبدالمهدي فرصة للتردد. ودخل على خط الأزمة تحالف «الفتح»، الذي يقوده هادي العامري، مؤكدا في بيان مقتضب أن أي تغيير في مواقف رئيس الوزراء المكلف سيتهم بأنه ينفذ ما تريده واشنطن في العراق، محذرا عبدالمهدي من الاستجابة لدعوات الصدر. وكان الصدر طالب رئيس الوزراء الجديد، بالإبقاء على تعيين وزيري الدفاع والداخلية وجميع المناصب الأمنية الحساسة بيده. واعتبر، في تصريح أمس، أنه لا يحق لأية كتلة أن تقدم مرشحيها لهذا المنصب، وأن لا تكون هبة للأحزاب السياسية أو عرضة للمحاصصة، مؤكدا على وجوب أن تُسند للمستقلين أصحاب الكفاءة. وشدد على وجوب اختيار بقية المناصب والهيئات، وفقا لأسس مهنية بعيدا عن المحاصصة والحزبية، مطالبا رئيس الوزراء بفتح باب الترشح لذوي الاختصاصات والكفاءات. ويتوقع أن تحرج خطوة الصدر، بمنح عبدالمهدي صلاحية كاملة باختيار وزراء حكومته والتي يرغب أن تكون من التكنوقراط، ربما الكتل السياسية التي تتطلع للحصولِ على نصيبها من كعكة السلطة. من جهة أخرى، أفصح الملا أحمد منتظري عن تفاصيل جديدة حول جريمة نقل متفجرات الحجاج الإيرانيين إلى السعودية عام 1986. وكشف منتظري وهو نجل المرجع الراحل حسين علي منتظري عن تورط الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، ووزير الدفاع السابق وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الحالي علي شمخاني في العملية الإرهابية. وكان منتظري قد أعلن في وقت سابق، أن منفذي العملية هم 6 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه أكد في حديث لوكالة «إرنا» (السبت) أن العناصر الستة كانوا يعملون مع هاشمي رفسنجاني. وجدد التأكيد على ما كان قد ذكره في مقابلة أجريت معه أخيرا في برنامج «خشت خام»، حول مذكرات والده، حسين علي منتظري، المرجع الشيعي الراحل، الذي كان نائباً للخميني، ثم أمر الخميني بوضعه تحت الإقامة الجبرية. وكان منتظري الأب، نائب المرشد آنذاك، قد بعث برسالة إلى آية الله الخميني، اعترض فيها على تصرفات الأجهزة الأمنية الإيرانية في هذه الحادثة خصوصا الحرس الثوري. وأكد منتظري في رسالته على أن السعوديين تعاملوا بحكمة مع القضية وأن الأجهزة الأمنية في إيران أصابها الغرور.