الموضوعات التي تنشرها مجلة «البحوث الإسلامية» موضوعات ثرية وعميقة وتستند إلى كثير من المراجع إلى درجة أن رئيس التحرير الدكتور عياض بن نامي السلمي في افتتاحية المجلة عدد (113)، نبه وعاتب الباحثين الذين يكثرون في ذكر العديد من المصادر للمسألة الواحدة وكان يمكن الاكتفاء بمرجع واحد أو مرجعين. وقال الدكتور السلمي: «أرى أن هذه المشكلة ذات أثر سلبي على البحث لكونها تستنزف ما يقارب ثلث الصفحات المتاحة للبحث، وهذا قد يؤثر على جودته، وهي لا تخلو من التظاهر بسعة الاطلاع، مع أن الباحث – في الغالب – لا يكون قد قرأ هذا المصدر قراءة فاحصة، بل ربما لم يره ولم يطلع عليه، وإنما نقل عنه بالواسطة، فيكون من التشبع بما لم يعط، ولذا فإني أدعو الإخوة الباحثين والمحكّمين إلى إعادة النظر في هذه المشكلة، والتواصي بتقليل أثرها، وبخاصة في البحوث المقدمة للمجلات العلمية المحكمة». وسيجد القارئ في المجلة بحثاً بلغت قائمة المراجع فيه أكثر من 140 مرجعاً والبحث نفسه لا تزيد صفحاته عن 56 صفحة، كما أن عدد البحوث في هذا العدد ستة لكن إجمالي مصادرها ومراجعها أكثر من 450. وتضم المجلة ملحقاً لفتاوى عن أسئلة السائلين ومنها سؤال طويل طريف كأن صاحبه يحكي قصة وفي هذه القصة أدلة شرعية تؤيد رأيه.. ومن حسن الطالع أن اللجنة الدائمة للفتوى اقتنعت بما كتب السائل.. وكان السؤال في ثلاث صفحات والجواب في 3 أسطر. فقالت اللجنة: «وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه لا مانع من سداد الدين المترتب على سبطك (ابن ابنتك) لوالده من زكاتك، أما ما يستقبل فإذا سجل سبطك (ابن ابنتك) في الجامعة للفصول القادمة واستحقت عليه ديون ولم يستطع سدادها فلا مانع من دفع الزكاة لسداد الدين المستحق عليه». لقد أكرمتني الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بعددين من هذه المجلة هما: العدد 112، والعدد 113 وكل عدد عن أربعة شهور، فالعدد 112 عن أشهر رمضان إلى ذي الحجة 1438ه، والعدد 113 عن أشهر محرم إلى ربيع الآخر 1439ه. هذه المجلة قيمة في البحوث الفقهية وأشعر بالأسى لعدم انتشارها بين الرأي العام، لأن موضوعاتها لا تخص طلبة العلم فحسب، فمن ذلك مثلا موضوع العمرة في شهر رمضان ووقتها، أي أن الملايين الذين يعتمرون في شهر رمضان يحتاجون لبحث مثل هذا، وعلى ذلك قس. السطر الأخير: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يَظُنّان كل الظن ألا تلاقيا * كاتب سعودي [email protected]