وقعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أخيراً، عقداً مع إحدى الشركات التقنية لبدء تحويل مجلاتها العلمية المحكمة إلى ملفات الكترونية لتسهيل عملية البحث والرجوع إلى تلك المواد عبر الأقراص المدمجة أو عبر موقع الجامعة على الانترنت. ويحتوى البرنامج الذي تنفذه شركة"حرف"لتقنية المعلومات، على البحوث العملية التي نشرت في تلك المجلات على مدى 55 عدداً خلال السنوات الماضية، ويصل عدد الصفحات إلى أكثر من 34 ألف صفحة من البحوث العلمية المعاصرة المحكمة، وتوفر خدمات التكشيف والتحليل والتصنيف والتبويب والفهرسة لنصوص البحوث. ويوفر المشروع الذي يُتوقع تدشينه خلال الأشهر الستة المقبلة، إمكانات بحثية واسعة النطاق على مستوى النصوص والموضوعات. وتجري عملية البحث عن المواضيع بالرجوع إلى قاعدة معلومات تضم أكثر من 23000 موضوع مُفهرس. ويمكن تصفح محتويات المجلات العلمية بالاعتماد على تبويب الأعداد، كما يستطيع المستخدم إعداد مجال التصفح ليجمع عدداً من البحوث تتناول موضوعاً محدداً. كما يتيح محرك البحث عرض تبويب المجلة مجتمعة أو بحسب أعدادها، وعرض معلومات مُركّزة عن البحوث المتوافرة كإسم المؤلف والعنوان وتاريخ الصدور وغيرها. وكذلك تُعرض المراجع مُصَنّفة تحت بنود المواضيع الرئيسة للعلوم الشرعية أو العربية. ويتيح المشروع الذي تبلغ تكاليفه الأولية 160 ألف دولار، إمكان البحث الموضوعي باستخدام المكنز الموضوعي العربي الذي يتناول الموضوعات الشرعية والعربية كالفقه وما يندرج تحته من عبادات ومعاملات وعادات وآداب شرعية وأصول فقه من خلال 104 موضوعات رئيسة تحتوي على أكثر من 23000 موضوع، إذ يمكن تصنيف المعلومات واسترجاعها مع الربط بينها. وإلى جانب الخدمات الرئيسة، يوفر المشروع عدداً من الفهارس التي تساعد الباحث في الوصول السريع إلى بغيته، من خلال فهارس الآيات والأحاديث والآثار، وفهارس المسائل وتشمل المسائل الفقهية والأصولية والآداب والنحوية والبلاغية، كما تشمل الفهارس أسماء الأعلام والأماكن والفرق الوارد ذكرهم في كل البحوث المدرجة في المشروع. ويفتح المشروع الذي سيحول مجلة"البحوث"التي تصدرها الجامعة، الباب أمام عدد من المشاريع الالكترونية الضخمة في عدد من الجامعات السعودية. وبحسب بعض المصادر فإن من المتوقع تحويل جميع رسائل الماجستير والدكتوراه التي نوقشت منذ افتتاح الجامعة عام 1953 إلى ملفات الكترونية ونشرها في موقع الجامعة على الانترنت، بالإضافة إلى ملخصات لجميع البحوث باللغة الإنكليزية، الأمر الذي يعتبر نقلة في مجال البحوث المعاصرة، باعتبار أن جميع نشاطات الشركات التقنية تخصصت في نقل المواد التراثية وتحويلها إلى نصوص الكترونية، في حين بقيت البحوث الحديثة والمعاصرة بعيدة من التقنية بسبب صعوبة حصرها، وإشكالات حقوق الملكية الفكرية. وبحسب عميد كلية الدعوة والإعلام في الجامعة الدكتور محمد الحيزان فإن كليته أنهت تحويل كل الرسائل العلمية التي نوقشت في الجامعة منذ إنشائها إلى ملفات بصيغة PDF وتخزينها على أقراص ممغنطة. وأوضح أن عدد الرسائل المدخلة تجاوز 400 رسالة متخصصة في الدعوة الإسلامية، إلى جانب الرسائل المتخصصة في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، مشيراً إلى أن عدد الصفحات المدخلة تجاوز 200 ألف صفحة، خزنت على أقراص تباع بسعر رمزي لا يتجاوز 3 دولارات، وأوضح الحيزان أن كل ملخصات تلك الرسائل وضعت على موقع الكلية على الانترنت. ووجدت الكلية تجاوباً واسعاً مع خطوة النشر، وتلقت رسائل من كل أنحاء العالم تشيد بالخطوة المتقدمة، وتبدي رغبة في الحصول على الأقراص. وترجع أهمية مشروع تحويل المجلة المحكمة إلى مواد الكترونية إلى أن المجلة تعتبر واحدة من أهم المجلات العلمية المحكمة في دراسة القضايا الإسلامية واللغوية المعاصرة في العالم، وتعتبر المرجع الوحيد لبحوث أساتذة الجامعة وباحثيها منذ تأسيس المجلة حتى الآن، في علوم الحديث والفقه، واللغة والنحو الصرف، والأدب والبلاغة إلى جانب علوم اللغة والتاريخ والاجتماع.