في الوقت الذي وقف فيه الملاكم السعودي «زهير القحطاني» وجهاً لوجه أمام غريمه التقليدي في النزال الخامس «جفينيا شفيلي» كما هي العادة قبل كل مواجهة في لعبة الملاكمة، وجدها فرصة للهمس في أذنه بنبرة المتحدي وبعبارات «المكان يقف معي هذه المرة، وهذا يكفي لقلب الطاولة وتحقيق الفوز وتقاسم فرحة الانتصار مع جماهير وطني الحبيب». ولم يكن هذا كل ما يرجوه، فقد وجدها فرصة لرد الجميل لأمه التي قاسمته معاناة البدايات بما فيها من عقبات من شأنها أن تقتل الحلم وهو المهد على حد وصفه، لولا التسلح بالإرادة والاتكاء على شغف اللعبة من منطلق الدعم المعنوي. «عكاظ» التقت الملاكم زهير القحطاني أو «البطل المحارب» كما يحب أن يلقب نفسه، وقلبت معه ذكريات الرحيل منذ سن الطفولة لحين العودة بطلاً يافعاً، فإلى نص الحوار: • كيف كانت البدايات، ولماذا اخترت لعبة الملاكمة بالتحديد؟ •• المدرسة كان لها دور كبير في كتابة الفصل الأول في دخولي عالم الملاكمة وتحديداً المرحلة الابتدائية التي قضيتها كلها في مدينة لندن، والسبب هو أني كنت أقف إلى جانب كل شخص من شأنه أن يتعرض لمضايقات من الطلاب الإنجليز سواء كان مسلماً أو لم يكن، وبالتالي كنت أدخل في عراك مطول وكثير الشجار معهم إلى درجة أن والدتي تلقت اتصالاً من مسؤول المدرسة يطلب منها مساعدتهم على إيجاد حلول جذرية تنهي تكرار هذه الظاهرة، وبعد هذا الاتصال التزمت أمام والدتي بعدم إثارة المشكلات تماماً وطلبت من أخي في ما بعد تسجيلي في ناد للملاكمة كمكافأة على الالتزام بهدف ممارسة هواية محببة لقلبي تعلمني احترام الآخرين والدفاع عن النفس في الوقت ذاته. • ماذا عن انتقالك من الهواية إلى عالم الاحتراف؟ •• بطبيعة الأمر لم يكن الهدف الأساسي للعبة هو الاحتراف في عالم الملاكمة، حيث كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في إطار ممارسة هواية محببة لقلبي بدعم من والدتي التي كانت تغسل ملابسي المتسخة وهي تتذمر من تكرار الرجوع إلى المنزل بشكل يومي بملابسي المتسخة، كوني كنت أتدرب 3 مرات في اليوم الواحد، والجميل في الأمر أنها كانت تدعو لي بعد تذمرها مباشرة بأن تراني بطلاً كأبطال الملاكمة العالميين، ومن هنا بدأت أفكر في دخول عالم الاحتراف وهو ما تحقق مع مدربي ريتشارد الذي يعد من المدربين المعروفين في عالم الملاكمة وعرف عنه صناعة وتطوير المواهب. • ماهي تطلعاتك في عالم الملاكمة فئة الوزن الخفيف؟ •• أتطلع بشكل أساسي لنقش اسمي كملاكم سعودي عالمي يفوز بالحزام الذهبي العالمي وإهدائه للجماهير التي حضرت وساندتني بقوة خلال مواجهتي الأخيرة أمام الملاكم الجورجي، الذي أكدت له قبل النزال أن المكان والجمهور يقفان إلى جانبي وهذا يكفي للفوز عليك وبالضربة القاضية، وهذا ما تحقق وأجدها فرصة لتقديم الشكر لهم على الدعم المعنوي بالتشجيع والموازرة. • مارأيك في تنظيم نهائي السوبر العالمي على كأس كلاي؟ •• تنظيم رائع وتطور مذهل وخطوات متسارعة تشعرك بالفخر بالانتماء لهذا الوطن الغالي، وبالمناسبة أنا على اطلاع تام وإن كنت أقيم منذ الصغر في لندن بما تلقاه الرياضة السعودية وقطاع الشباب من اهتمام ودعم من الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ورئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، وما حدث من قفزة حقيقية للرياضات بمختلف أنواعها وأشكالها وهي خطوات تصب لصالح شباب الوطن وكل ما أتمناه هو أن تترجم هذه الجهود بالمنافسة وكسر الأرقام والفوز بالبطولات من قبل أبناء وطني. • تفاعل آل الشيخ مع انتصارك بمكافأة قيمتها 200 ألف، كيف ترى ذلك؟ •• أجدها فرصة لتقديم الشكر لرئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ على مكافأتي، وهي خطوة غير مستغربة من رجل عرف عنه دعمه المباشر والسريع لجميع الرياضيين وفي مختلف الألعاب دون استثناء ومن خلالكم أزفها بشرى وأهدي المكافأة لوالدتي التي وقفت معي منذ البدايات وأقول لها هلت بشائر الخير من أرض الخير والعطاء. • بعد هذا الحافز المادي والدافع المعنوي ماهي طموحاتك على صعيد الإنجازات؟ •• أطمح للمشاركة في نزالات عالمية في الوزن الخفيف والفوز بها وتقديمها هدية لرئيس هيئة الرياضة، هذا الرجل يستحق رد الجميل من أبناء الوطن وكل العرب في ظل المساهمات التي يقدمها للرياضيين في البلدان العربية وأسعى لرسم الفرحة على محيا الجماهير السعودية بالفوز بالبطولات، ولن يكون الأمر صعباً في ظل الدعم الكبير الذي نلقاه والتطورات التي تشهده الرياضة في هذا الوطن المعطاء.