وردت إلى جوالي رسائل تنبيه وتصحيح، وإني إذ أشكر الأخ الناصح أعتذر عن إعادة بعث الرسالة على الوثاب (الواتساب) دون تمحيص، فنحن نتلقى في اليوم الواحد نحو أكثر من 100 مقطع ورسالة، وقد يروق لنا بعض منها ثم قد نبعثه أحياناً دون قراءته كله فنبعثه مجدداً دون تروٍ. والرسالة كانت طويلة، يعدد صاحبها أو الجهاز الذي جمعها مساوئ المسلمين عموماً، والمسلمون ليسوا معصومين، وقد أراد الله له أن ينكشف، فقال إن قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مُسلِم، وهذا الذي لم أنتبه إليه فحذرني الأخ الناصح جزاه الله خيراً من أمثال هذه الرسائل المشبوهة. وقد رجعت إلى كتاب ألفه الصديق محمد علي مغربي، رحمه الله، بعنوان «عمر بن الخطاب أمير المؤمنين» من مطبوعات دار البلاد للطباعة بجدة، وقد نقل في هذا الكتاب قصة مقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وإني أنشر خلاصة منها تصحيحاً لكلام الواتساب «الوثاب» الذي ورد إليَّ. قال الأستاذ مغربي: «نادى المؤذن لصلاة الفجر وتجمع الناس في المسجد، وخرج عمر يُؤْذن الناس بالصلاة وتقدم إلى المحراب وهو يقول الصلاة عباد الله استووا ثم كبر، وكان أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة بانتظاره، فبادره بسكين لها طرفان كان يخفيها فطعنه 6 طعنات، وقعت إحداهن تحت السرة، أحس الفاروق رضي الله تعالى عنه بالطعن، فقال: دونكم الكلب فإنه قتلني، واضطرب الناس وأخذ أبو لؤلؤة يطعن كل من أمامه حتى طعن 12 رجلا مع أمير المؤمنين، وتكاثر عليه الناس، وجاء رجل من خلفه فرمى عليه برنسا ثم برك عليه، فلما رأى أنه لا يستطيع الفكاك سدد السكين إلى صدره فقتل نفسه. (البرنس ثوب رأسه ملتصق به). حمل المسلمون عمر وجراحه تنزف فأدخلوه منزله وغشي على عمر من كثرة ما نزف من دمائه، قال ابن عباس فلم يزل في غشية واحدة حتى أسفر الصبح، فلما أسفر أفاق فنظر في وجوهنا فقال: أصلى الناس ؟ قال ابن عباس قلت نعم. قال عمر: لا إسلام لمن ترك الصلاة. ثم دعا بوضوء فتوضأ ثم صلى فقرأ بالعصر وإذا جاء نصر الله. ثم قال: أخرج يا عبدالله بن عباس فسل من قتلني ؟ قال ابن عباس: فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس مجتمعون، فقلت من طعن أمير المؤمنين ؟ قالوا: طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة. فقال عمر: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يُحاجِّني عند الله بسجدة سجدها له قط. ثم قال: ما كانت العرب لتقتلني». وأعتذر في ختام مقالي للإخوة الذين وصلتهم الرسالة بواسطتي، وشكراً للأخ الكريم الذي صحح لي الخطأ. السطر الأخير: قال الشريف الرضي: وللحلم أوقات وللجهل مثلها ولكن أوقاتي إلى الحلم أقربُ. * كاتب سعودي [email protected]