كشف محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي أن بيانات الحساب الجاري للمملكة تحسنت ويتوقع تسجيلها لفائض في الربع الثاني لهذا العام بمقدار 71 مليار ريال ويتوقع أن يستمر الحساب الجاري بتحقيق فائض خلال هذا العام، مفيداً بأن عرض النقود سجل انخفاض سنوي في نهاية شهر يوليو 2018 بأقل من 1% متأثراً بانخفاض حجم الودائع الزمنية والادخارية بنسبة 11%، بينما نمت القاعدة النقدية بنسبة 2.2% في شهر يوليو 2018 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وأفاد الخليفي بأن قروض المصارف للقطاع الخاص سجلت ارتفاعاً في شهر يوليو 2018 بنسبة أقل من 1% مقارنة مع انخفاض العام الماضي بنسبة 1.5%، وسجلت القروض الاستهلاكية نمواً سنوياً في الربع الثاني 2018 بنسبة 1%، ونمت قروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتصل إلى ما نسبته 3.9% من إجمالي القروض خلال الربع الثاني مقارنة مع 2% في العام الماضي، وسجلت القروض العقارية نمواً سنوياً خلال الربع الثاني بنسبة 2.3% ووصلت إلى 217 مليار ريال من البنوك فقط بينما من شركات التمويل تجاوزت 15 مليار ريال ونما بنسبة 7.9%. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المؤسسة في الرياض أمس (الأحد) لإلقاء الضوء على التقرير السنوي الرابع والخمسين للمؤسسة، مستعرضاً أهم المؤشرات التي يحتويها التقرير وأحدث التطورات التي شهدها الاقتصاد السعودي خلال عام 2017، معرباً عن شكره لجميع الوزارات والجهات الحكومية الأخرى على حسن تعاونها وتوفيرها لمعلومات وبيانات قيمة مكنت المؤسسة من إعداد هذا التقرير، وكذلك لجميع منسوبي المؤسسة على ما بذلوه من جهد في إعداده وإنجاز كافة المهمات المنوطة بالمؤسسة. وأفاد الخليفي بأن الاقتصاد في المملكة نما بالربع الأول بمعدل 1.2%، ونما القطاع الحكومي بمعدل أعلى بنسبة 2.7%، كما أن القطاع الخاص نما بنسبة تجاوزت 1%، مفيداً بأنه وبحسب إحصاءات الحسابات القومية ارتفع الإنفاق الاستهلاكي الخاص بالأسعار الجارية بنسبة 5% خلال الربع الأول 2018، ومعدل استهلاك الفرد قد ارتفع في الفترة الأخيرة إلى معدلات أعلى من السنوات الماضية بمقدار 32614 ريالاً متجاوزاً بذلك الفترة السابقة، مشيراً إلى أن وضع الاحتياطيات لمؤسسة النقد قد تحسن ووصل إلى 1.8 ترليون ريال بنمو نسيته 1.4% في شهر يوليو 2018 مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وعن التطورات في القطاع البنكي أفاد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي بأن القطاع وبحسب بيانات شهر يوليو حافظ على معظم الأرقام الجيدة، فكفاية رأس المال وصلت إلى 21% وهي نسبة عالية ومطمئنة، والربحية بالنسبة للعائد على الأصول تصل إلى 2.1% والعائد على الأسهم 13.8%، ومعدل القروض للودائع وصل إلى 78% بينما السقف الأعلى 90% ومعدل تغطية السيولة تصل إلى 197%، بينما معيار بازل 100%، مفيداً بأن نسبة القروض المتعثرة ارتفعت من 1.5% إلى 1.8% بينما التغطية تتجاوز 190% وهي تغطية عالية ولله الحمد. وبين الدكتور الخليفي أن القروض الاستهلاكية شكلت 24% من حجم محفظة القروض في القطاع البنكي، ولن يتم تقييد القروض بجميع أنواعها، ونشجع الإقراض العقاري، وإقراض المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبما يسمى القروض الإنتاجية حيث تشكل حاليا 77% من حجم الإقراض، وهذا معدل جيد والمؤسسة سبق أن اتخذت خطوات لتشجيع الإقراض، مفيداً بأن صكوك الأفراد أحد مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي ويعمل عليها الآن مكتب الدين العام بوزارة المالية. وعن اندماجات البنوك في المملكة، بين الخليفي أن مؤسسة النقد العربي السعودي تؤيد الاندماجات إذا كانت ستؤدي إلى ظهور مؤسسات مالية قوية، كونه سيخدم القطاع المالي ويطور ويزيد من قوته ويخدم المتطلبات المستقبلية خصوصا مع نمو الاقتصاد وتزايد التغييرات الهيكلية تحقيقا لرؤية المملكة 2030. وأفاد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي بأن تحويلات الأجانب انخفضت 7% خلال آخر عامين، وذلك بحسب آخر البيانات، مفيداً أن التوقعات تشير إلى أن الانخفاضات قد تستمر ولكنها ليست بالكبيرة والملحوظة وهي مرتبطة في وجود العاملين غير السعوديين إذا غادر الكثير منهم. وحول التراخيص الجديدة للبنوك ذكر الخليفي أنه صدرت تراخيص لفروع جديدة أخيرا، وبعضها سيعمل قبل نهاية العام، وهناك (3) بنوك تقدمت لطلبات الرخص من دول المنطقة، مفيداً بأن الناتج المحلي خلال الربع الأول سجل نمو بنسبة 1.2% والعامل القوي لهذا النمو كان القطاع الحكومي. وبين الدكتور الخليفي أن ارتباط مؤسسة النقد العربي السعودي لرؤية المملكة 2030 يتمثل في برنامج تطوير القطاع المالي برئاسة وزير المالية وعضوية مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية، وهناك 42 مستهدفاً في هذا البرنامج، ولدى مؤسسة النقد 16 برنامجاً تختص في التقنية المالية، وحققت المؤسسة بعض الإنجازات، مفيداً بأن المؤسسة ستنشئ أكاديمية مالية بالتعاون مع هيئة السوق المالية في بداية العام القادم ستخدم جميع القطاعات المالية التي تُشرف عليها المؤسسة وهيئة السوق المالية.