لقد أعجبني الدكتور سهيل حسن قاضي أنه لم يذكر في كتابه (شذرات – قراءة في سيكولوجية الفكر والتنمية) حرف الدال أمام اسمه، غير أنني لاحظت أن بعض المقالات مكونة من فقرة واحدة، مما يقلل من تركيز القارئ خلال المطالعة. وفي الكتاب فصول فكرية وتنموية، وفيه تفسير المثل الشعبي «فلان ما يضحك ولا للقرص الحار»، وخرج من التفسير إلى أن المجتمع السعودي قد ارتفعت فيه وتيرة النكتة بما لم نعهده من قبل، وقال إنها نتيجة طبيعية لهامش الحرية الذي أعطي للمجتمع، وطالب بأن يعاد النظر في الحظر على النشاط المسرحي ودور السينما وتشجيع الكوميديا بهدف الترفيه والتسلية وإدخال البهجة والسرور على بعضنا البعض. وفي الفصول الأخيرة بث المؤلف أحزانه على رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه ماجد، وسلطان، ونايف، وذكر مآثرهم، رحمهم الله، كما خصص فصولاً للشيخ عبدالله بن عثمان الصالح، والشيخ عبدالملك بن دهيش، والشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ سراج عطار، والدكتور سليمان فقيه. وفي فصول الكتاب مقال عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – سلمه الله – قبل أن يتولى الحكم، وآخر عن سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز – حفظه الله -، وثالث عن معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي سابقاً. وقد حكى في مقالته عن الأمير نايف: «أن سموه رحمه الله جاء في إحدى المناسبات في جامعة أم القرى ليضع حجر الأساس لمباني قسم الطالبات في الزاهر، وبينما كان يستمع إلى شرح مفصل عن المشروع، أشار أحدهم إلى قصره المجاور لقسم الطالبات، فالتفت يقول: يبدو أنكم في حاجة إليه للتوسع لتكتمل منظومة المشروع، وأهداه فوراً للجامعة، وقوبل بتصفيق حار من قبل الحضور، هكذا كان نايف يستشعر دوماً مسؤوليته، ويعيش هموم الوطن، ويتحمل الكثير من أجل هذه المهمة، ويدفع ثمنها من نفسه وصحته، إنه رجل المهمات الصعبة». إنه فعلا كتاب مفيد وقيم، فجزى الله الدكتور سهيل خيراً على ما طرحه، وشكراً له على إهدائه الكريم. ملاحظة: بعد أن نشرت المقال الأول عن هذا الكتاب وفيه إحصاء كمية ما يستهلكه الفرد الواحد في المملكة مقارنة بالاستهلاك العالمي وردت إليَّ رسالة من الدكتور حسين أعمري مدير شعبة العلوم الإنسانية والفنون والعلوم الاجتماعية بكلية «كولورادو» في الولاياتالمتحدة يعقب على مقالي بعنوان «الماء عصب الحياة» ويقول: «عزيزي السيد عبدالله: شكراً لكم لتسليط الضوء على الخطوات المهمة التي اتخذها الأمير محمد الفيصل للتعامل مع ندرة المياه في المملكة العربية السعودية. ثم قال الدكتور أعمري: وعلى نفس القدر من الأهمية، تتخذ المملكة خطوات للحفاظ على المياه لأن الاستهلاك مرتفع للغاية بالمعايير العالمية». السطر الأخير: للجواهري: أزح عن صدرك الزبدا ودعه يبث ما وجدا * كاتب سعودي [email protected]