أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أنهم لا يحددون ليوم الجمعة خطبة معينة لأسبوع معين، مشيرا إلى أن العلماء والخطباء أبناء وطن ويستشعرون مسؤولياتهم، ولا يتدخلون (الوزارة) في صلب الموضوع مباشرة، أو نص الخطبة. وأضاف في الجزء الثاني من برنامج بالمختصر الذي يعرض على قناة MBC : «ولكننا قد نبلغهم أننا نستحسن خطب ذات مواضيع معينة، بحسب الأحداث، كبعض الأحداث الإجرامية التي حصلت أخيراً، بلغناهم أننا نستسحن خطب لنبذ الأفكار هذه ونبذ التطرف، وكانوا هم في الأصل جاهزون لمثل ذلك، ولكن من باب التذكير، ومن باب تعاونوا على البر والتقوى»، مؤكدا أنهم لم يجدوا تجاوزات تتطلب منهم ذلك. وقال في ذات الشأن: لا نقبل على المنابر التدخل في قرارات الدولة، لأنه يمس هيبة الدولة، ولا نرضى بأي شيء يمس المواطن أو الوطن أو قياداتنا في الدولة، لافتاً إلى أن أن المنابر وصلت لأعلى مستوى ولله الحمد. وتحدث الوزير آل الشيخ عن نجاح موسم الحج، ودورهم المباشر في التوعية والإرشاد، وتهيئة المساجد، مشيرا إلى أن طلبة العلم والعلماء كانوا خليطا من أساتذة الجامعات والدعاة، وأنه لأول مرة يتم ترشيح عدد من القضاة من قبل وزارة العدل للمشاركة في توعية الحجيج وإرشادهم، ودعوتهم، ولكن أي شخص متطرف لم يسمح له بمشاركة الوزارة في موسم الحج. وحول وجود لائحة سوداء بالأسماء لديهم في الوزارة قال آل الشيخ: الناس شهود الله في أرضه، والجميع يعرف من هم الأشخاص الذين يحققون رؤية المملكة، ويسيرون على منهج الدين الإسلامي المعتدل، وهو ما تنتهجه حكومتنا. وعن الجمعيات الخيرية، وضياع بوصلتهم ما بين الشؤون الاسلامية أو وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، قال آل الشيخ: بالنسبة للترخيص للجمعيات فهو من الشؤون الاجتماعية، وبالنسبة للأمور الفنية فهي تخص وزارة الشؤون الإسلامية. وقال: «لا شك هناك شيء من الدحرجة كالكرة التائهة، ويفترض أن وزارة الشؤون الإسلامية هي المسؤولة تماما عن كل ما يخصها، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزيرها متفهم للوضع». وعن التبرعات وجمعها، وما هو منتشر في «السوشال ميديا» خصوصاً من إعلانات لجمع تبرعات سواء لمسجد أو لأشخاص أو ما إلى ذلك، قال آل الشيخ: المواطن وصل لمرحلة جيدة من الوعي والإدراك، وعليه أن يتحمل مسؤولية أن يضع ماله، والزكاة لها طرقها، والصدقات كذلك، وعليهم أن يعوا وينتبهوا لمن يدفعون هذه الأموال، لأنها قد تدفع في غير مكانها، وتذهب لمن يعكر صفونا، ويضرب أمننا. وأكد آل الشيخ قائلا: «في الواقع لم أفتح الملف حتى الآن، وأجد فيه أخطاء وتسيباً وضياعاً للأموال، وعلى يقين أنها تدفع في بعض الأحيان لغير أهلها، ولن نقبل بمثل هذه الأمور وبمثل إعلانات السناب شات وغيرها، وأن يقف أحدهم يطلب تبرعا ما لجهة ما». وحول مكاتب الدعوات في الخارج وهل هو راضٍ عنها أم لا قال آل الشيخ: «لحد ما، هذا ملف يؤرقني، فالدعوة في الخارج لم تخدم الوطن ولا قضاياه، وهي ليس على المستوى الذي يطمح اليه كل مسؤول في الدولة، وأتمنى أن تكون دعوة فعلا، وليست دعوى». وتحدث آل الشيخ خلال اللقاء عن جمعيات تحفيظ القرآن، وقال: هي جمعيات بنيت من أجل خدمة كتاب الله وتعليم النشء، وهو مشروع خيري عظيم، وأول من تبناه قيادتنا، ولكن كونها تستغل من بعض الأشخاص أو المؤسسات فلا شك أن هناك خللاً، ولا بد أن تتكاتف الجهات الحكومية لتنظيم عملهم، مشيرا إلى أن وزارته ستتبنى مشروعا لمعالجة بعض التجاوزات في الجمعيات الخيرية، وتطويرها بما يتوافق مع رؤية حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهو العلم الشرعي المعتدل على المنهج الوسطي بلا تطرف ولا انحلال. وتحدث آل الشيخ عن تسخير التقنية في أعمال وزارة الشؤون الإسلامية، مشيرا إلى أن التقنية نعمة إذا استغلت بشكل سليم وصحيح، وأن الوزارة متوجهة لتطوير التقنية في جميع مرافقها، وأن البداية كانت من موسم الحج الحالي كتحديد موسم القبلة، وتطبيق لخطب الجمعة، لحفظ خطب الجمعة، يقوم الخطيب بإرسالها، ويتم حفظها، مشيرا إلى أن جميع تلك التطبيقات بأفكار وتنفيذ شباب سعوديين من الوزارة. وعن عمله داخل الوزارة، قال آل الشيخ: «فعلا أنا أتابع كل صغيرة وكبيرة في عملي، وهذا يتعبني جسديا، ولكنه يريحني نفسيا، وهذا ليس بغريب فأنا خريج مدرسة الملك سلمان وتربينا على يديه أكثر من 12 سنة، وما أقوم به من باب براءة الذمة وليس من باب حب السيطرة». واختتم آل الشيخ اللقاء بالحديث عن أكثر ما يسعى إليه، وأكثر همومه وقال: همي الأكبر، وما أسعى إليه هو حماية المنبر من الفكر المتطرف، ومن نشر الكراهية والخروج عن الوسطية التي أمر الله بها، وتحقق ذلك ولله الحمد في وقت وجيز، وهذا يدل على وعي مجتمعنا".