هاجم علماء ودعاة تغريدة ليوسف القرضاوي نص فيها على أنه «ليس لله حاجة في هذا الحج»، مشيرين إلى أن هذا عين تسييس الفريضة والتلاعب بالعبادة والعبث بها. وقال عضو الإفتاء في منطقة القصيم الدكتور خالد بن عبدالله المصلح ل«عكاظ»: إن الله تعالى شرع كل العبادات بشتى صورها لحاجة العباد إليها، فالعباد فقراء إلى الله عز وجل وهو الغني الحميد، فتخصيص القرضاوي الحديث عن الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام ودعامة من دعائمه في ظل منع السلطات القطرية مواطنيها من الحج استعمال لهذا المعنى في غير موضعه واستثمار للمعاني الشرعية في تبرير الجنايات السياسية وصورة من صور التلبيس. وكان الواجب أن يوجه النصح للسلطات القطرية بأن تترك تسييس الحج والعبث بالشعائر الدينية، وأن تمكن الراغبين في الحج من القطريين أن يحجوا وأن يتقوا الله ويزيلوا الموانع التي وضعوها أمام التسهيلات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمن يرغب الحج من القطريين لا أن يقوموا بملاحقة مواقع تسجيل الحج وإغلاقها أو ترهيب القطريين من الذهاب للحج، فالمملكة ذللت الصعاب وطرقت كل الأبواب لتمكين القطريين من الحج، لكن ذلك قوبل بالصد والتعنت والإصرار على الموقف الغلط، ومثل هذه الأساليب التي تستعمل للتزهيد في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ولتخفيف النقمة الشعبية القطرية على منعهم من الحج لن تجدي في ستر فداحة الجناية التي ارتكبتها السلطات القطرية في صد الحجاج عن بيت الله ومنع الناس من ركن من أركان الإسلام. من جانبه، وصف عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور إبراهيم المطلق هذه التغريدة بأنها عبث وتسييس لهذه الفريضة العظيمة، مشيرا إلى أنها تنبئ عن انحراف عقدي وفكري مبني على هوى. وأضاف في تصريح إلى «عكاظ»: هذا الكلام لا يسلّم له وإنما هو أراد بهذه التغريدة التشويش وإثارة الرأي العام ونوع من لي النصوص خلاف المنهج السليم تجاه هذه النصوص، فيبقى كما هو لا يسمع لقوله ولا يستجاب لمثل هذا الهراء والغثاء، ولا يلتفت إليه وهذا الحج من أركان الإسلام، وهذا الكلام فاسد ومردود. من جهته، بين عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي أن تغريدة القرضاوي لا تصلح لأن تكون مجالاً للرد لأنها مسمومة، وسياسية بزعمه أيضا، ويحاول أيضا صياغتها بشكل موهم حتى يتسنى لمحبيه الدفاع عنها. وقال ل«عكاظ»: كل العبادات ليس الله بحاجة لها وليس هذا الحج وحسب، ورسالة التغريدة: أن السعودية منعت الحجاج القطريين فهو يريد بزعمه مواساتهم، والواقع أثبت وصول الحجاج من قطر وتم إكرامهم والحفاوة بهم على أفضل وجه، ومنع الناقل القطري لا يعني منع الحاج القطري، فالعراق وليبيا تعرضتا للمقاطعة أكثر من عقد من الزمان ونظامهما كانا على عداء مع السعودية ومع ذلك لم ينقطع الحاج من بلديهما ولو لسنة واحدة. وخلص إلى القول: هذه التغريدة هي نموذج لتسييس الحج الذي ينتهجه نظام الحمدين ومكينته الإعلامية الكاذبة. «شيخ الإرهابيين».. حاقد على المملكة و«هاتف عملة» قال عميد كلية الاعلام بجامعة ام درمان الإسلامية الدكتور سيف الدين العوض ل«عكاظ» لا ينبغي ان يصدر حديث كهذا وينبغي أن لا تسيس الحج هذا خلط للسياسة في الحج وجوده في قطر سبب إيراده لهذه التغريدة الغريبة ولو كان في غيرها لقال غير ذلك ولاينبغي للفتوى أن تتغير بتغير المصالح. من جانبه، أوضح نائب رئيس جمعية العلماء في باكستان الشيخ فضل علي فضل الحق ل«عكاظ»، أن مثل هذا الكلام لايصدر من رجل مسلم فكيف بمن يدعي العلم، فالتغريدة معروف مصدرها وأهدافها ولا تنطلي على أحد نجاح الحج يثير الحاقدين والحاسدين، فهو «هاتف عملة» يقول ما يريده تنظيم الحمدين. اما عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الدكتور علي الشافعي فاستنكر استغلال شعيرة الحج في مصالح خاصة و سياسية فالحج ركن من اركان الإسلام فيه جهد بدني لامحالة، والجانب الروحي لايمكن ان يغفل، فهي تجمع بين الجانبين، وهو فريضة لله ثابتة في القرآن والسنة فكيف يقال كلام كهذا؟ وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد الفيفي ل«عكاظ»: إن الاهواء تتجارى بأهلها كما يتجارى مرض القلب بصاحبه فهؤلاء يبحثون عما يفيدهم ويحقق امنياتهم ولو كان ذلك على حساب الشريعة والعقيدة فهم لا ينظرون الى الحق باتباعه وانما الى ما يخدم مصالحهم ولو استلزم ذلك ان يلووا اعناق النصوص من الآيات والأحاديث لتوافق ما هم عليه. وبين الفيفي أن حقد هذه الفئة على الوطن يزيد الامر سوءا فاجتمع عندهم الحقد والحسد والهوى الذي يتجارى بهم فأصبحت ظلمات بعضها فوق بعض، مؤكدا أن هذه الآراء والفتاوى لن تضر الوطن الذي سيبقى شامخا بأفعاله قبل أقواله، وقد شهد بها القاصي والداني. وهذا مما زادهم غيظا.