استنكر علماء وفقهاء حجب السلطات القطرية الرابط الذي خصصته وزارة الحج والعمرة لتسهيل حج القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، معتبرين الخطوة «صداً عن سبيل الله» يتحمل وزره النظام القطري. وشدد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي على أن حجب الرابط المخصص للحجاج القطريين تصرف خاطئ لا يجوز. وقال الشيخ التركي ل«عكاظ» إن الأصل في الحج أنه عبادة، مشيرا إلى أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هدفها الأساس تيسير السبل والوسائل للمسلمين ليؤدوا فريضة الحج كما شرع الله. ولفت إلى أن المملكة لن تسمح باستغلال فريضة الحج لأهداف طائفية أو حزبية، لأن منهجها مستقيم وواضح في هذا الأمر. وأضاف أن حجب رابط الحجاج القطريين يدخل في «الصد عن بيت الله الحرام». من جهته، أكد عضو الإفتاء في منطقة القصيم الدكتور خالد بن عبدالله المصلح أن حجب الرابط الذي أعلنته وزارة الحج لتسهيل تسجيل الحجاج القطريين «صد عن المسجد الحرام»، موضحاً أن الله توعد فاعله بالعذاب في قوله تعالى (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام). وشدد الشيخ المصلح، في حديثه إلى «عكاظ»، على أن يتقي الله النظام القطري ويمكّن الراغبين في الحج من أداء النسك، مضيفاً «فبهذه الممارسات العبثية لا يجني النظام القطري إلا على نفسه». وقال إن على مسؤولي نظام الدوحة أن يعلم وزر منعه الحجاج القطريين، مشيراً إلى أن إثمه وشؤمه يبوء به من حجب الرابط الأول ومن يمنعهم من الحج ومن يسعى إلى جني المكاسب السياسية بالتشغيب على المسلمين والتشويش عليهم في هذا الركن العظيم. وأضاف «لن ينفعهم بث الدعاية الكاذبة فجهود المملكة قيادة وشعبا تشهد به الملايين وتبثه مئات القنوات والوسائل العالمية صوتا وصورة، فالشمس لا تحجب بتزوير شهود الزور وقنوات الضرار، كالجزيرة والمنار ومن على شاكلتهما سار». من جانبه، وصف عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ تصرفات السلطات القطرية بأنه صد عن المسجد الحرام، وأنه من أعظم الذنوب. وقال ل«عكاظ» إن السلطات القطرية تسعى الآن في رد ضيوف بيت الله عن الذهاب للمسجد الحرام والحج والعمرة «وهذا من الصد وذلك يبين ما لتنظيم الحمدين الخبيث من شر وفساد، فهم يحاربون الله جهارا نهارا بصدهم الحجاج عن الذهاب للديار المقدسة». وأضاف «أن الدولة السعودية المباركة منذ أن أنشئت ترعى الحجاج دون تسييس، أما هؤلاء الخبثاء يصدون عن المسجد الحرام ويحجبون المواقع التي تضعها هذه الحكومة لتسهيل وصول الحجاج، فليبشروا بسوء العاقبة قريبا، لأنه حسب ما سنه الله تعالى أن من أراد ضيوفه والبيت الحرام بالصد عنه، فالله يعاقبه في عاجل أمره وآجله».