لم تدم طويلا الفرحة التي عاشها أكثر من 250 ألف نسمة، في قرى بني سعد التابعة لمحافظة ميسان (جنوبالطائف) قبل 8 أشهر، وهم يرون معدات ثقيلة لإحدى الشركات تنفذ عبّارة مدخلهم، بعد أن سحب مقاول المشروع آلياته، ولم يترك إلا معدّة واحدة، ما أصاب سكان 2000 قرية في 7 مراكز بحالة من الإحباط، خصوصا أنهم عولوا كثيرا على المنفذ المرتقب، في أن يسهم في وصولهم إلى قراهم بشكل مريح، دون أن يقطعوا مسافات طويلة مع طريق الجنوب أو الدخول إلى الأحياء السكنية في مركز السر للوصول إلى طريق آخر. وتساءل الأهالي عن أسباب تعثر المشروع، مشددين على ضرورة التحقيق في أسباب توقفه، واستئناف تشييده. وذكر سعد النفيعي أن توقف تنفيذ عبّارة مدخل قرى بني سعد أثار استياء السكان، بعد أن علقوا عليه آمالا عريضة في إنهاء معاناتهم، وتوفير عليه كثير من الجهد والوقت في بلوغ مساكنهم، مشيرا إلى أن تعثر المشروع الذي بدأوا العمل فيه قبل 8 أشهر، جعل من وصولهم إلى قراهم مهمة في غاية المشقة، فضلا عن أنه حرم السياح من التوجه إلى محافظة ميسان ومراكزها والاستمتاع بالأجواء فيها. ورأى النفيعي تعثر المشروع فيه هدر للمال يستوجب التحقيق، مطالبا بتدارك الأمر وسرعة الانتهاء من مشروع العبّارة التي لا يزيد طولها على 20 مترا. وأكد عواض العتيبي أن تعثر المشروع كبد المواطنين في قرى بني سعد ورجال الأعمال والمستثمرين على الطريق من أصحاب المحطات والمحلات التجارية وقاعات الأفراح، خسائر فادحة، لعدم قدرة الزبائن والأهالي على الوصول لتلك المرافق التجارية. واستغرب العتيبي من أن يستغرق مشروع صغير أكثر من 8 أشهر دون أن يكتمل، مطالبا الجهات ذات الاختصاص بالوقوف عليه، وبحث أسباب توقفه ومعالجته، خصوصا أنه يخدم أكثر من 250 ألف نسمة. ودعا خالد الحارثي بلدية ميسان للنظر إلى مشروع عبّارة بني سعد باهتمام واستئناف العمل فيها، بدلا من حالة التعثر التي تعانيها منذ أكثر من 8 أشهر. وقال الحارثي: «عمل مقاول المشروع مثير للاستغراب، فحين يزورهم أحد المسؤولين يعملون في الموقع طيلة ذلك اليوم، وما إن يغادر المسؤول، تختفى الآليات، ويرحل العمال من الموقع، وتتفاقم معاناة السكان!». قرى بني سعد تبعد عن الطائف 75 كيلومترا عددها 2000 قرية يسكنها 250 ألف نسمة