تحتفل صحيفة «عكاظ» اليوم بمرور 60 عاماً على صدورها، أسست خلالها الريادة في أعمالها الصحفية المهنية، ووضعت في أولوياتها العمل الاحترافي، متمسكة بأخلاقيات المهنة وميثاق الشرف في كل ما تنشره للقارئ الكريم، مع حرصها التام على منح الآراء الأخرى المعارضة لها والانتقادات فرصة النشر والتعقيب وإبداء الملاحظة دون إقصاء. وتحرص «عكاظ» على عدم المساس بالثوابت، مع الحرص على التمسك بوحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي، وتحفظ لكل صاحب حق حقه دون عنصرية أو طائفية، أو فئوية. ولاتزال «عكاظ» منبراً تنويرياً يرفض كل ما يثير الفرقة والشتات والطائفية والمذهبية والقبلية والعنصرية، وتسعى في محتواها إلى صناعة الرأي العام المنحاز لقضايا الوطن. وبثقة قرّائها واصلت «عكاظ» اعتلاء عرش الصحف السعودية بتحقيقها المراكز الأولى دائماً على مستوى الصحف الأكثر مقروئية في السعودية، وفقاً لأبحاث ودراسات الشركات المتخصصة في هذا الشأن. والأكيد أن هذا التميز ليس إلا نتاج علاقة وثيقة تشكلت بين الصحيفة وقرّائها، قائمة على ميثاق شرف المهنة وأمانة الكلمة، في وقت تدفع المتغيرات التي يشهدها الوسط الإعلامي منسوبي «عكاظ» إلى مواكبتها بإيقاع سريع لا ينال من رصانة المحتوى ومصداقية المضمون. وعلى الصعيد الإلكتروني، استطاع موقع «عكاظ» الإلكتروني أن يتسنّم رأس الهرم بين الصحف السعودية، إضافةً إلى تميزه المتصاعد في التصنيفات العالمية؛ إذ يعد من أهم 20 موقعاً إلكترونياً في المملكة حسب تصنيف «إليكسا»، كما تميز موقع الصحيفة بمتابعة الأخبار على مدار الساعة، محققاً السبق في النشر بدقة ومهنية عالية. الحدث.. واكبت تحرير الكويت لم تتوقف تغطية «عكاظ» لكارثة غزو الكويت عام 1991 عند منطقة متابعة الأحداث ومواكبتها لحظة بلحظة بل وسعت من دائرة الاهتمام والمواكبة الحثيثة للحدث الأهم في المنطقة خلال العقد الأخير من القرن الماضي، تفوقا على كل الصحف الخليجية والعربية، بملحق يومي مستقل يصدر ظهر كل يوم ويغطي الحدث الكبير من جوانبه كافة بالخبر والتحليل والحوار والوقوف الميداني على مجريات معركة التحرير إلى أن عادت الكويت لأهلها. سيرة القصيمي على صفحات أنجزت «عكاظ» في مسيرتها الصحفية الكثير من المبادرات الثقافية التي جعلتها منبرا ثقافيا بامتياز، فمن استكتاب قمم الأدب العربي مثل عباس محمود العقاد إلى تقديم الصفحة السابعة التي ساهمت في تنوير المشهد الثقافي في السبعينات، مرورا بملحق أصداء الكلمة الذي كان شعلة من الحراك في قلب المشهد إبان الثمانينات ومنه خرجت العديد من الأسماء التي تتصدر المشهد الثقافي الآن. ومن هذه المبادرات كتابة الحياة السرية لأبرز المفكرين السعوديين والعرب وفي مقدمتهم المفكر عبدالله القصيمي الذي نشرت «عكاظ» جل وثائقه ومجمل مسيرة حياته.