شركة الكهرباء تسعى مشكورة لخدمة عملائها بشتى الوسائل، وعلى رأسها وسائل التقنية المختلفة وهاتف خدمة العملاء، ولأن عشاق الكهرباء كثيرون فإن المتصل بالشركة يجد نفسه مضطرا للانتظار بضع دقائق، فالموظفون مشغولون بخدمة عميل آخر، كما تؤكد الرسالة المسجلة. وقد حرصت شركة الكهرباء على أن تملأ دقائق الانتظار بتعريف عملائها المتصلين بما تقدمه من خدمات وما توفره من وسائل للتواصل معها، وما يتوجب عليه من الأخذ بالحيطة والحذر عند معالجة أو إصلاح الأجهزة والوصلات الكهربائية تجنبا لما يمكن أن يؤدي سوء التعامل معها من خطر قد يؤدي إلى صعق كهربائي لا تحمد عقباه. كل ذلك أمر جيد تشكر عليه شركة الكهرباء وتشكر عليه كثير من المؤسسات التي وفرت لعملائها خدمات مماثلة، ولأن العرب تقول «الزين ما يكمل» فإن مؤسسة الكهرباء لم تعنَ بسلامة رسائلها المسجلة لغويا فباتت تشكل بما يتراكم فيها من أخطاء في النحو صعقا لمن يحمل في نفسه احتراما للغة العربية حين يجد نفسه يصغي لعدة دقائق لرسائل يُنصب فيها المبتدأ والفاعل ويُرفع المفعول والمضاف إليه وما إلى ذلك من أخطاء كان الأجدر بمؤسسة الكهرباء أن لا تقع فيها احتراما للغة العربية واحتراما لعملائها كذلك. ما تتصف به رسائل مؤسسة الكهرباء المسجلة من أخطاء لغوية يعد أنموذجا لرسائل كثير من الشركات والمؤسسات، وهو أمر إن لم يتم تداركه وتصحيحه فإنه يدل على استهانة باللغة العربية لا تليق بمن يعتبرها لغة قومية، فضلا عن كونها لغة القرآن الكريم.