«نريد أن نستمر حتى النهاية لنواصل تناول المعكرونة!»... عبارة رددها لاعبون في المنتخب الفرنسي لكرة القدم على سبيل المزاح، في إشارة الى أساس نظامهم الغذائي خلال نهائيات كأس العالم حيث يستعدون لمواجهة بلجيكا في نصف النهائي غدا (الثلاثاء) في سان بطرسبورغ. إلا أن النظام الغذائي للاعبي كرة القدم، لاسيما في البطولات الكبرى حيث يرتفع منسوب الضغط والتوتر، ليس مادة للمزاح بالنسبة إلى المسؤولين عن المنتخبات المشاركة، لاسيما في المراحل الأخيرة الحاسمة. ويشير الأخصائيون في مجال التغذية إلى أن المواد الغنية بالنشويات «كربوهيدرات» مثل المعكرونة والأرز والبطاطا، تعتبر «وقود الرياضيين». ويوضح أخصائي التغذية المتعاون مع نادي تولوز الفرنسي لكرة القدم ميشال مارتينو لوكالة فرانس برس أنه «خلال فترات الاستعدادات، نوفر كمية كبيرة (من هذه المواد)، لكن في فترات التنافس، قبل مباراة، وعلى مدى يومين، نزيد كمية النشويات» بشكل إضافي. ويشير إلى أن «أهمية النشويات تزداد خلال كأس العالم حيث يكون مستوى التوتر أعلى بطبيعة الحال. قبل بذل المجهود، يدفع إفراز الكاتيكولامينات (هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورادرينالين...) إلى تفكك أكبر من المعتاد للغلوكوز (السكر) في الدم». ويحتاج اللاعبون الى إعادة التزود بالطاقة في أسرع وقت ممكن. فعلى سبيل المثال، خاض المنتخب الفرنسي مباراة الدور ربع النهائي ضد الأوروغواي (2-صفر) الجمعة، ويخوض الثلاثاء مباراة نصف النهائي، أي أن اللاعبين يرتاحون عمليا من المباريات ثلاثة أيام فقط. كما يجب على مسؤولي المنتخبات أن يأخذوا في الاعتبار إمكان خوض اللاعبين مباريات أطول في الأدوار الإقصائية، كمنتخب كرواتيا الذي فاز في الدورين ثمن وربع النهائي بركلات الترجيح، أي أن لاعبيه خاضوا مباراة من 120 دقيقة مرتين على التوالي (في الأول من يوليو والسابع منه، ويستعدون لملاقاة إنجلترا في مباراة نصف النهائي الثانية في 11 من الشهر نفسه). ويوضح مارتينو «ثمة وقت قصير مباشرة بعد بذل المجهود لإعادة تزويد اللاعبين بالطاقة. بحسب المعدل، يقوم الجسم بإعادة تكوين مخزون جزئيات الغليكوجين العضلية بمعدل خمسة إلى سبعة بالمئة في الساعة». ويتابع «المشكلة في كرة القدم هي نصف الساعة الأخير (من المباراة). نلاحظ تراجعا في الأداء في حال لم نتوقع حاجة الجسم إلى تناول كميات إضافية من النشويات في الأيام السابقة (للمباراة)»، معتبرا أن المنتخبات الراغبة في بلوغ المراحل الأخيرة «عليها أن تدير بشكل جيد عوامل عدة، ووقود اللاعبين (أي الغذاء) يشكل جزءا منها». وفي المنتخب الفرنسي، يقوم الطبيب فرانك لو غال الذي يعمد بشكل دوري لمتابعة تبدل وزن اللاعبين، بالإشراف مع الطاهي كزافييه روسو على إعداد لائحة الأطعمة للاعبين. بالنسبة إلى روسو، الهدف هو تفادي الروتين، ما يضطره غالبا إلى تزيين أطباق المعكرونة بشكل مختلف. وتعد لحوم الدواجن مكونا أساسيا أيضا في غذاء اللاعبين، لكونها أخف من اللحوم الحمراء. ويشدد مارتينو على أن الأهم بالنسبة إلى اللاعبين قبل المباريات هو «راحة الجهاز الهضمي»، مضيفا «الأمر ليس مزحة».