حين تحدث وزير الشؤون الخارجية القطري في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، قال عن إيران: «إنها دولة شريفة». وأنا لن أقول هذا ولا ذاك، ولكن لماذا لم يسأل الدكتور يوسف القرضاوي قبل أن يتفوه بهذه التزكية؟ وبالتأكيد القرضاوي لن يكذبه القول. فمن قطر وعلى قناة الجزيرة في برنامج «الشريعة والحياة» في لقاء مع القرضاوي منذ بضع سنين وقد سمعت الحلقة من أولها إلى منتهاها، أخذ القرضاوي يُعدّد ما لقي من رجالات طهران سواء المسؤولين (رجال الدولة) أم رجالات الحوزات من العنت والجفاء وسوء المعاملة. كان القرضاوي يتحدث عن مشروعه مع الصفويين (مشروع التقارب بين السنة والصفوية) وقد زار طهرانمرات عدة، لهذا الغرض لكنه فشل رغم كل جهوده الحثيثة المتكررة، لذلك كان يتحدث بمرارة عما وجد من العنت في المواقف، وسوء المعاملة منهم على المستوى الرسمي وغير الرسمي. وقال: أنا اقتنعت الآن أنه لم يعد هناك جدوى لمشروع التقارب مع الصفويين، ثم قال: «كان إخواننا في السعودية أكثر فهماً وإدراكاً مني للإيرانيين». إلى أن قال: طلبنا منهم إقامة مسجد واحد فقط للسنة للجمعة والجماعة فرفضوا. وذكر كلاماً كثيراً، فلو رجع الوزير للقرضاوي ذاته أو حَلْقة الشريعة والحياة - لعرف (حقيقة الشريفة) أنها ليست شريفة بل لو رجع إلى القرضاوي لأخبره بأكثر مما سمعنا، وكان معاليه أراح واستراح، ولعرف أن إيران دولة غير شريفة صفوية، وهي منذ إطلالة الخميني إلى اليوم لا تريد إلاّ السيطرة على الدول العربية وتصدير ثورتها الصفوية إلى العرب وغير العرب، أتتخذ من عدوك وعدو إخوانك وعدو عقيدتك أتتخذ منه صديقا. لو راجعت نفسك لعرفت أنك أخطأت، وكلنا خطّاء والعود للحق أحق، والعود للحق فضيلة وشجاعة أي والله. أتستبدل إخوانك وعزوتك وقت الخطوب ولحمك ودمك أتستبدلهم بالحاقدين عليك وعلى آبائك؟ حاقدون عليكم لأنكم أهديتم لهم الإسلام وفتحتم بلاد فارس ويأبون إلاّ الصفوية الفارسية. ماذا يريد القطريون من إيران وهي دولة منبوذة من أكثر دول العالم؟ ليس من العقل ولا من الحكمة أن تقف في صَفِّ المجانين ولا في طابورهم. [email protected]