أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، على أن تقديم جمهورية العراق تقريرها الثاني والأول خلال هذه الدورة عن حالة حقوق الانسان، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق الشقيق، محل تقدير ودليل على التزامها بتفعيل الميثاق العربي لحقوق الإنسان. وقال رئيس البرلمان العربي في كلمته اليوم (الاثنين) أمام الدورة الرابعة عشرة للجنة حقوق الإنسان العربية، المخصصة لمناقشة التقرير المقدم من جمهورية العراق «إنه انطلاقًا من المسؤولية الكبرى التي أنشئ لأجلها البرلمان العربي، كممثل الشعب العربي الكبير، ليعبر عن آماله ويدافع عن قضاياه، لذا فإن البرلمان العربي كان سباقاً في دعم العراق والوقوف بجانبه في حربه ضد الإرهاب المقيت، وتشرفت بالقيام على رأس وفدٍ رفيع المستوى من البرلمان العربي بزيارة جمهورية العراق في شهر أغسطس 2017م والتقينا برئيس مجلس النواب العراقي وبحثنا سبل التعاون والتنسيق والتشاور لدعم العراق وبما يفّعل العمل البرلماني العربي، وقد كانت هذه الزيارة التي التقينا فيها رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، و وزير الخارجية، ورؤساء الكتل النيابية في مجلس النواب العراقي، تأكيداً لدعم البرلمان العربي للعراق ووقوفاً بجانب شعبه الكريم في حربه ضد الإرهاب ومساندة خطط ومبادرات إعادة إعمار ما خربته أيادي الإرهاب الآثمة بالشكل الذى يتيح عودة جميع النازحين إلى ديارهم في المدن المحررة من تنظيم داعش الإرهابي». وأشار الدكتور مشعل السلمي إلى أنه ألقى كلمة أمام مجلس النواب العراقي كأول رئيس برلمان عربي يلقي كلمة أمام ممثلي الشعب العراقي، أكد فيها وقوف البرلمان العربي مع جمهورية العراق رئيسًا وحكومةً وبرلماناً وشعبًا في المحافظة على استقلال وأمن ووحدة العراق وشعبه وسلامة أراضيه، مؤكداً رفض البرلمان العربي للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لجمهورية العراق، ودعم المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي، ودعم البرلمان العربي لجهود العراق في محاربة الإرهاب، والتأكيد على العمق العربي للعراق، وضرورة عودته لممارسة دوره الطبيعي في العمل العربي المشترك خدمةً لقضايا ومصالح الأمة العربية . و بعث رئيس البرلمان العربي رسالة إعتزاز وتقدير لشعب العراق الشقيق الذي تحمل الكثير من الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة وواجه قوى الشر وإرهابها المقيت حتى انتصر، متمنيا أن تكون الانتخابات النيابية التي جرت في العراق مؤخراً، بوابةً لعودة الاستقرار والطمأنينة للشعب العراقي، وأن تفضي إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزز روح المواطنة والمصالحة الوطنية بما يضمن وحدة واستقرار العراق. وأوضح الدكتور مشعل السلمي أن النظام الأساسي للبرلمان الذى نص على اضطلاع البرلمان العربي بدور كبير في تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل سبل التعاون في مجال تعزيز قضايا حقوق الإنسان، وأضاف: «وحرصاً على تأكيد ذلك على أرض الواقع وايماناً بضرورة تضافر كافة آليات العمل العربي المشترك لحماية حقوق الإنسان، أصبحت قضايا حقوق الإنسان في مقدمة أولويات عملنا، وشكل البرلمان العربي لجنة خاصة معنية بحقوق الإنسان في العالم العربي تجتمع بشكل دوري ومنتظم مع كافة جلسات البرلمان العربي، وفي إطار متابعتنا عن كثب لتطورات حقوق الانسان في المنطقة العربية نعمل حالياً على إعداد تقرير عن حالة حقوق الإنسان في العالم العربي، كما نعمل أيضاً على عدد من الملفات والقضايا الهامة الأخرى الخاصة بحقوق الانسان ودعم الاستقرار في العالم العربي، كموضوع معالجة قضية اللاجئين والنازحين خاصة حقوق الأطفال والنساء منهم». وأعلن الدكتور مشعل السلمي عن وقوف البرلمان العربي في وجه التدخلات الخارجية وتقارير حقوق الانسان التي تصدرها بعض المنظمات الدولية المسيّسة التي هدفها النيل من سيادة الدول العربية، وزاد: «سوف يصدر قرار من البرلمان العربي بشأن ما صدر عن البرلمان الأوروبي مؤخراً بشأن حقوق الانسان بمملكة البحرين والتعقيب على أحكام القضاء، وكذلك قرار البرلمان الاوروبي بشأن الاعتراض على أحكام القضاء المصري فيما يخص عقوبة الإعدام». وفي الختام أكد رئيس البرلمان العربي سعيه الدؤوب نحو تعزيز التعاون، وتنسيق الجهود، وتأكيد الشراكة مع لجنة حقوق الإنسان العربية «لجنة الميثاق» التي بدأت تأخذ مساراً أكثر فاعلية لتعزيز حقوق الإنسان في عالمنا العربي، من خلال توثيق الروابط وتأكيد الشراكة التي تجمع البرلمان العربي ولجنة حقوق الإنسان العربية والتي عكستها مذكرة التفاهم المشتركة الموقعة بين الجانبين، وأغتنم هذه المناسبة لتأكيد حرص البرلمان العربي على الاسهام في تحقيق الغايات والأهداف التي من أجلها أُقر الميثاق العربي لحقوق الإنسان.