أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي ل«عكاظ» أن التحالف العربي علق مؤقتاً عملياته العسكرية في الحديدة باليمن بهدف إعطاء الفرصة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي تحدث عن جهود كبيرة يقوم بها لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء الحديدة والمدينة. وأوضح أن موقف الحكومة الشرعية يقف مع انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة والميناء لتجنيب المدينة ويلات الحرب، مبيناً أن المبعوث الأممي غريفيث تلقى وعوداً من الحوثيين بالانسحاب ولكننا نشكك في جدية الوعود لأن تاريخ الحوثيين في الوعود مع المبعوثين الأمميين السابقين سواء إسماعيل ولد الشيخ أو جمال بن عمر كلها كاذبة ولم ينفذ منها شيء، وكان من آخرها وعد الحوثيين للمبعوث السابق ولد الشيخ أثناء مشاورات الكويت بالتوقيع على مشروع التسوية السياسية والذي وقعناه من جانبنا كحكومة شرعية وهم في آخر لحظة تراجعوا عن تنفيذ وعودهم. وقال بادي، نحن نريد أن نوضح للعالم أكثر أن هذه الحركة إرهابية غير صادقة وثقافتها وإستراتيجيتها تقوم على العنف والسلاح، ولكننا سننتظر ماذا سيفعل المبعوث الأممي غريفيث خاصة خلال محادثاته في صنعاء مع الحوثيين، مشيراً إلى أن غريفيث أكد أنه سيقنع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة. وبين أن العمليات العسكرية ستتوقف إذا جنح الحوثيون إلى السلم من خلال الانسحاب من الحديدة والميناء وعدا ذلك فإن الحل هو الحسم العسكري. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات أنور قرقاش، أكد أمس أن التحالف العربي أعلن وقفاً مؤقتاً لعملياته العسكرية في الحديدة باليمن على خلفية الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث لانسحاب الحوثيين غير المشروط من المدينة. وقال قرقاش عبر حسابه على تويتر إن عمليات التحالف لتحرير الحديدة تسعى للتقليل قدر الإمكان من عدد الضحايا المدنيين وزيادة الضغوطات على الحوثيين للانسحاب، فيما نجحت حتى الآن في تحرير المطار وإجبار الحوثيين على تقديم تنازلات. وتابع قرقاش بالقول: «يبقى أن نرى ما إذا كانت جماعة الحوثي جادة في التعاون، أم أنها فقط طريقة لشراء المزيد من الوقت، خصوصاً بعد أن أعلنوا سابقاً عزمهم استعادة اليمن بأكمله، في تحد واضح للأمم المتحدة». وأوضح قرقاش أن الحوثيين ما زالوا يخرقون القوانين الدولية عبر زراعة الألغام، ودس القناصة والقنابل بين المدنيين، وتجنيد المدنيين رغماً عنهم، ومن بينهم أكثر من 15 ألف طفل، إضافة إلى عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، وأنه حتى الآن، لم يضغط المجتمع الدولي بشكل كاف على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات، مؤملاً أن يزيد الضغط قريبا وينتج عنه انسحاب كامل من الحديدة ومينائها. من جهة أخرى، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس (الأحد) عن تفريغ 7 سفن حمولتها في ميناء الحديدة، بينما تنتظر 7 سفن أخرى لدخول الميناء. ولفت التحالف إلى تفريغ سفينة أخرى بميناء الصليف حمولتها من القمح. وفي سياق متصل، أكد التحالف العربي أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران تحتجز السفينة G Muse بميناء الحديدة منذ شهرين لأسباب غير معروفة.