لم يكن اليابانيون سعداء بما قام به منتخب بلادهم لكرة القدم في ربع الساعة الأخير من مباراته مع بولندا أمس (الخميس) في مونديال روسيا 2018، لأن «اللعب النظيف استخدم بطريقة غير نظيفة». وبلغ «الساموراي الأزرق» الدور ثمن النهائي على رغم خسارته مباراته الأخيرة في المجموعة الثامنة أمام بولندا صفر-1 أمس في فولغوغراد، بفضل نقاط اللعب النظيف التي أهلته على حساب السنغال. دخلت اليابان اللقاء وهي متصدرة بأربع نقاط وبفارق نقاط اللعب النظيف عن السنغال الثانية، لكن بخسارة الأخيرة أمام كولومبيا صفر-1، بقي المنتخب الآسيوي أمام المنتخب الأفريقي في مركز الوصافة خلف المنتخب الأمريكي الجنوبي، وبلغ ثمن النهائي للمرة الثالثة (بعد 2002 و2010). إلا أن ربع الساعة الأخير من المباراة شهد تصرفا غير مألوف، إذ قام اللاعبون اليابانيون -بعدما أدركوا نتيجة المباراة الثانية وضمان تأهلهم- بتبادل الكرات بشكل متكرر ومتهاد في منطقتهم، من دون نية للتقدم نحو منطقة الخصم، بهدف إضاعة أكبر قدر ممكن من الوقت ودون المخاطرة بتلقي هدف في مرماهم، على وقع صافرات استهجان كثيفة من المشجعين. وتخلف المنتخب الياباني بهدف ليان بيدناريك في الدقيقة 59، بينما سجلت كولومبيا هدفها في الدقيقة 74. وأعرب المشجعون اليابانيون عن امتعاضهم مما جرى، وذلك في تعليقات ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحدهم عبر «تويتر»، «أشك بأن الفيفا (الاتحاد الدولي للعبة) توقع أن تستخدم قاعدة اللعب النظيف (أي عدد البطاقات الصفراء التي نالها المنتخب) بهذه الطريقة غير النظيفة». وبالنسبة للياباني كين يازاوا، العامل في مجال الإعلانات، فإن «ما حصل كان بالطبع مريبا بعض الشيء، ليس من الجيد أن تسمع الجمهور يطلق صافرات الاستهجان بهذه الطريقة». وسيلتقي المنتخب الآسيوي الذي يخوض النهائيات للمرة السادسة تواليا وفي تاريخه، مع بلجيكا التي حسمت صدارة المجموعة السابعة وأنهت الدور الأول بالعلامة الكاملة بفوزها (الخميس) أيضا على إنجلترا 1-صفر. وأشار يازاوا (44 عاما) إلى «أنها المرة الثالثة فقط التي نصل إلى هنا (ثمن النهائي). آمل في أن نذهب أبعد من ذلك، رغم أننا مضطرون الآن إلى الفوز على بلجيكا للوصول إلى ربع النهائي... يا له من كابوس!». وأشار أحد المشجعين الساخطين إلى أن اليابان أصبحت أول فريق يتأهل تحت قاعدة «اللعب النظيف» لحصولها على 4 إنذارات مقابل 6 للسنغال، مضيفا «من المضحك أن اليابان تأهلت بأسلوب مناقض لكرة القدم، لكن عشنا لنقاتل يوما آخر». ويعرف عن اليابانيين احترامهم الصارم للتقاليد والأصول. وفي المونديال الحالي، لفت مشجعو المنتخب الأنظار عندما قاموا بجمع مخلفاتهم من المدرجات. وربط أحد مستخدمي مواقع التواصل بين المشهدين بالقول ساخرا «لنواصل جمع القمامة ونقاط اللعب النظيف». وسعى آخرون لإخماد الفتيل وسط الانتقادات التي واجهها منتخبهم من المعلقين، حيث شبه البعض ما حصل (الخميس) في فولغوغراد بالمباراة الشهيرة بين ألمانيا الغربية والنمسا في مونديال 1982 حين «تواطأت» الأولى مع جارتها وخسرت صفر-1 في الجولة الأخيرة من الدور الأول، لإقصاء الجزائر التي كانت قد فازت على ألمانيا في المباراة الأولى 2-1. ودافع رئيس الاتحاد الياباني كازوا تاشيما عما قام به المنتخب، قائلا للصحافة المحلية الجمعة «التزامنا باللعب النظيف هو ما مكننا من التأهل». وأضاف «حصلنا على عدد أقل من البطاقات الصفراء (4 لليابان مقابل 6 للسنغال) وتمكنا من العبور. هذه نتيجة الطريقة اليابانية، التزام بالتمرير في كرة القدم واللعب بطريقة نظيفة»، مؤكدا أن «هدفنا الرئيس كان تخطي دور المجموعات». وشدد رئيس الاتحاد على أنه كان ثمة «خطر بأن تصبح نتيجة المباراة صفر-2 في حال واصلنا الضغط (على مرمى بولندا). كان (التباطؤ في اللعب لتمرير الوقت) القرار الصحيح وتطلب جرأة». ودافع مشجعون أيضا عن الخطوة. وقال تاكيو واتاري (28 عاما)، «لا يهمني كيف تأهل المنتخب إلى ثمن النهائي (...) لقد شاهدت المباراة. صحيح أن أي أجنبي لم يأت لتهنئتنا هذه المرة، لكني لا أعتقد أن اليابان قامت بأي شيء خاطئ». وانتهت المباراة في الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي، وبالنسبة لبعض المشجعين، ما يشغل البال كان كيف سيستيقظون بعد ساعات للعمل. أما كوميكو شيدا، فاعتبرت ان ما حصل الخميس كان «محرجا للغاية. لا شك بأن اليابان ستخسر ملايين المشجعين من كل أنحاء العالم».