في اللقاء الذي أجرته معه شبكة CNN الإخبارية الدولية قبل أيام أكد المستشار في الديوان الملكي السعودي الأستاذ سعود القحطاني أن الحدة التي يتميز بها خطابه تجاه النظام القطري التآمري على السعودية ودول الخليج ليست سوى (اللغة التي يفهمها هذا النظام)، وهو محق تماماً في ذلك، ف20 سنة من التعامل مع الحكومة القطرية أثبتت أن من يدير المشهد الإعلامي القطري مجموعة من البلطجية والمرتزقة الذين لا يعرفون أي شيء عن أدبيات الحوار والخطاب الإعلامي، ولطالما استخدموا في رسائلهم الإعلامية أسوأ لغات الخسة والتآمر والدناءة في الهجوم على السعودية وقيادتها وشعبها، معتبرين أن ذلك من «حرية الرأي والصحافة»، بل إن التسريبات التي تضمنت تسجيلات لمكالمات هاتفية جرت بين رؤوس النظام القطري وألد أعداء السعودية أيام ما سمي بالربيع العربي تجاوزت في لغتها الدنيئة كل انحطاط أخلاقي وسياسي يمكن أن يصل إليه إنسان، فضلاً عن شخص دبلوماسي أو سياسي، ومع ذلك تظل لغة القحطاني رغم حدتها أرقى وأطهر بمئات المرات من لغة النظام القطري وبلطجيته، ولا يمكن نسيان موقفه الشريف تجاه من حاولوا الإساءة لوالدة حاكم قطر، لأنه رجل تحكمه أخلاق العرب وشيمهم قبل كل شيء. القطريون أنفسهم ومعظم العاملين والمهتمين بالإعلام في الخليج العربي كانوا وما زالوا يعرفون شخصية سعود القحطاني الحقيقية التي هي في الواقع بعيدة تماماً عن الحدية التي تتميز بها تغريداته الموجهة إلى النظام القطري في تويتر، لكن طباع تلك الشخصية الهادئة والغاية في التهذيب والأخلاق وذات اللغة الراقية جداً في التخاطب حتى مع ألد الخصوم تُعتبر في عُرف المرتزقة ذوي الأخلاق المنحطة في الدوحة (ضعفاً وعدم قدرة على المواجهة) لأنهم لا يجيدون سوى الردح والخطاب الفضائحي والشتائم، ويعتقدون في قرارة أنفسهم أن «شوارعيتهم» من أكثر الأساليب تأثيراً في المتابع العربي، وهذا ما دفع القحطاني ومئات المغردين السعوديين لمخاطبتهم بلغتهم التي يفهمونها لكن وفق معايير أخلاقية أعلى تفرضها على المواطن السعودي قيمه الأخلاقية وشيمته وفروسيته. والحق أن الأسلوب الذي اتبعه القحطاني كنموذج للإعلامي والمغرد السعودي في تعرية وفضح سياسات ومخازي النظام القطري دفاعاً عن وطنه وقيادته وتاريخه، أسقط مرتزقة قطر تماماً وأصابهم في مقتل، محرقاً جميع أوراقهم ومؤامراتهم وإستراتيجيتهم الإعلامية التي بنوها طوال عقدين خلال فترة قصيرة جداً، وإن كان المثل الشعبي يقول: «من طق الباب جاه الجواب»، فإن جواب القحطاني كان مؤلماً جداً بل وقاتلاً لكل مرتزق أغراه مال الغاز القطري الحرام لاستهداف السعودية، وتحولت معه إستراتيجية تنظيم الحمدين الإعلامية إلى إستراتيجية بكائية مثيرة للسخرية والشفقة وهي تجوب العالم صراخاً شرقاً وغرباً دون جدوى، بعد أن كانت هجومية تتشدق بقوة التأثير وتراهن بمنتهى الخسة والخبث على إسقاط دولة جارة بحجم السعودية خلال أقل من 10 سنوات، لكن ما حدث فعلياً أن نظام الدوحة سقط واقعياً في مستنقع الذل، وبقيت السعودية شامخة وستبقى كذلك دائماً بحكمة قيادتها ووفاء أبنائها.