لا تتذكر أيٌ منهن متى كان لزاماً أن يكون هناك سائق أجنبي يقود المركبة عوضا عنها، ولا تعلم أي منهن أيضاً منذ أن فتحت عيناها على الدنيا لماذا لا تستطيع أن تقود بنفسها المركبة عوضا عنه، ولماذا كان قدرها أن تحتل المقعد الخلفي للسيارة تاركة مهمة السير في الطريق، لرجل غالباً ما يكون قد استقدم ليقود بها ويتولى مهمة توصيلها إلى أي مكان تقصده دون أن تتولى هي شأنها، قبل أن يضع الأمر السامي في ال 26 من سبتمبر 2017، حداً لتساؤلات العديد من السعوديات اللواتي يرغبن في قيادة مركباتهن ويسمح لهن بالتحكم بالمقود. تسريح السائقين بإحسان، في ليلة خلعهم التاريخية في ال 10 من شوال، والتي ستحطم فيها السعوديات لأول مرة قيد السائق الخاص، وتنتقل مربعا إلى الأمام، تحديداً إلى مقعد السائق في المركبة، لتتولى مهمة التحكم في العربة والتنقل بحرية في الطرقات دون أن يكون هناك من تولى مهمة نقلها. ولا تقف ليلة خلع السعوديات للسائق على حدود السائق المنزلي الخاص فحسب، بل ستتجاوز ذلك كثيراً، إلى إنهاء علاقة عدد من السعوديات بسيارات الأجرة، التي كثيراً ما كانت تحصل على نصيب وافر من دخل السعوديات بنقلهن من وإلى العديد من المواقع في ظل منع السعوديات من قيادة المركبات، قبل أن يكتب ال 10 من شوال نهاية القصة الطويلة. ويعد العديد من السعوديات حصولهن على «صك القيادة» بالفصل الأخير في قصة طويلة، بدأت قبل أن تلد العديد من السائقات الحاليات، اللواتي شهدن طيلة حياتهن المركبات تجول دون يدين ناعمتين تحكم قبضتها على المقود، قبل أن يكتب قرار السماح بقيادة المرأة الفصل الأخير في الرواية، التي انتهت بخلع السائق، وتسريحه بإحسان، بعد أن كان إمساكه المقود بمعروف حكراً طوال سنون خلت.