الأفواج قوة.. لا تقهرها الظروف والمناسبات، تعرف تضاريس جازان وأوديتها، جبالها وسفوحها، رجال عاهدوا الله على حراسة ثغر الوطن والتضحية من أجله. وسعدت «عكاظ» وهي ترافق القوة في جبال الداير بني مالك، لم يمنعهم الصيام وقيظ الصيف والشمس اللاهبة عن أداء مهماتهم على مدار الساعة لمواجهة العابثين والمهربين والمتسللين.. زاد الصيام حماسهم وإيمانهم المطلق بواجباتهم. ويقول اللواء علي مبارك ملفي قائد قوة الأفواج في جازان إن الفوج الثاني باشر مهامه في الداير منذ أكثر من شهرين وهي سرية مهام ميدانية متخصصة في مواجهة العصابات الجبلية الحدودية وتعمل على عدة مهام مثل الضبط والقبض والتفتيش، وتملك القوة صلاحيات أمنية لتنفيذ المهمات الموكولة لها نظاما لضمان الأمن للمواطنين والسكان القريبين من المناطق الحدودية الجبلية. والقوة منظومة مساندة للقوات العسكرية. ويضيف ملفي، إن القتال في المناطق الجبلية الوعرة يحتاج لتخصص وتدريب لضمان أفضل النتائج «عدت للتو من مركز جبال الحشر إذ كنت في عزاء أحد أفراد قوة الأفواج الشهيد الجندي أول يحيى سالم علي حريصي الذي استشهد بقطاع الخوبة في الحد الجنوبي وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن حدود الوطن». انطلقت «عكاظ» مع قوة الأفواج لمتابعة مهماتها وواجباتها الميدانية، ويشرح النقيب عبدالعزيز عثمان أبا الخيل قائد سرية المهام الميدانية أن نقاط الأفواج تتمركز على مداخل المحافظة لضبط المركبات وتفتيشها وأسفر ذلك عن كشف العديد من المهربات والمتسللين وتعمل هذه النقاط على مدار الساعة بمناوبات بين أفرادها لمنع دخول المهربين خصوصا وأن المحافظة لها حدود طويلة مع اليمن. والقوة خط أمني ثان مساند لحرس الحدود. ويضيف أبا الخيل، إن للقوة سرية مكونة من 500 فرد ما بين ضباط وأفراد ولهم مهام مختلفة ومتنوعة وحصلوا على تدريبات عالية في كيفية الضبط والتفتيش وحرب العصابات الجبلية والتعامل مع المواقف الطارئة التي تستوجب التدخل كمقاومة الأفراد والهروب. ولقوة الأفواج ثلاثة فصائل في مدينة الداير ومركز السلف ومركز عمود. وفي هذا الشهر تم ضبط أكثر من 1200 متسلل من جنسيات مختلفة وتسليمهم لإدارة الترحيل. وعن عمل القوة في وسط الجبال الوعرة يشرح النقيب خلف عافت الشمري مساعد قائد الفوج الثاني بمحافظة الداير أن القوة تتعامل مع الجبال بما يقتضي الموقف من خلال الدوريات المتحركة والراجلة للسيطرة على الطرق التي يسلكها المتسللون ويتم إغلاق الطرق بالدوريات المتحركة، أما الطرق البعيدة فيتم التعامل معها عن طريق الدوريات الراجلة التي أطاحت بالعديد من المهربين والمتسللين. ويقول الملازم أول سالم خالد الجري ضابط ميدان بالداير: «رغم ما يواجهه أفرادنا من تعب الصيام وبعضهم لا يفطر ولا يتسحر إلا على تمرات معدودة إلا أن ذلك لا يثنيهم عن أداء مهامهم وسط الجبال الصعبة». ويضيف، إنه لا يكاد يمر يوم إلا ويتم فيه ضبط المتسلللين والمهربين. الرقيب أول فهد جابر القحطاني والرقيب فهد عبدالله الجلعود ووكيل رقيب سعد عبدالله السهلي أكدوا ل «عكاظ» أن ما يقدمونه في الميدان من ضبط وتفتيش يعد من صميم واجباتهم الوطنية، «في فترة قصيرة استطعنا أن نحقق الكثير، نحن مستمرون وسنواصل على نفس الوتيرة من الجهد والتفاني والإخلاص»