عندما يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأمراء المناطق لدى استقباله لهم مساء أمس الأول (الثلاثاء) عقب اجتماعهم السنوي في جدة، على ضرورة الاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين وقضاء حاجاتهم، فهذا يأتي امتدادا لما سبق أن أكده سلمان الحزم للمسؤولين في الدولة، بضرورة فتح مكاتبهم والاستماع إلى مطالب وهموم المواطنين، بل وتشديده على أنه لن يسمح لكائن من كان أن يقصّر في حق المواطن. هذه العلاقة الحميمية بين القائد والشعب تعد حائط الصد الأول في وجه كل من يحاول استهداف المملكة بأراجيفه أو ادعاءاته الكاذبة والمضللة. ولو عدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن الشعب السعودي ضرب أروع مثال في التعاضد مع قيادته، عندما كانت ثورات الربيع العربي تفتك بدول عدة، وتقتل الآلاف من حولنا، والداخل السعودي صامد. ويشير الكثير من المحللين المطلعين على الشأن السعودي، إلى أن المملكة تكون قوية عندما تأتي الأزمات، وهذا دليل على التوأمة التي لن تنفك بين القيادة السعودية التي سخرت إمكاناتها لبناء دولة عصرية، والشعب الذي أخذ على عاتقه تجديد الولاء والسمع والطاعة للقيادة وبصفة مستمرة. ويؤكدون على أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قريب من المواطنين، حريص على أن تكون جميع الخدمات في متناولهم، بل إنه دائما يضعهم في أولويات التخطيط المستقبلي للدولة. لا شك أن المطلوب من أمراء المناطق ولتأدية هذه الرسالة عمل الكثير في المرحلة المستقبلية، أهمها محاولة معرفة العقبات التي تحول دون وصول صوت المواطن إليهم، وتشكيل أجهزة رصد ومتابعة لحاجاتهم في المدن والمحافظات، وكشف كل من يتلاعب بمصالحهم إن إداريا أو ماليا، لتبقى هذه العلاقة الحميمية دون أن يشوبها تقصير أو تلاعب من موظف لا يقدّر المسؤولية.