من أخذ من برهان التجارب صحبة التأمل سبر معادن الناس واستقرأ نفيسها من رديئها قبل أن تُحنكها الشدائد وحينما تدلهم الخطوب والمحن تتباين بوضوح معادن البشر وقيمهم ومبادئهم، ففي أيام الرخاء كل الناس تلتف حول من أرخى الله لهم موارد القوة والمال والسلطة وبسط لهم في أرزاقه فيختلط حينها الصادق بالكاذب والمحب بالمبغض والوفي بالطامع وتتعذر رؤيا معادن الناس مع دخن الترف والرخاء، ولكن إذا ادلهمت الخطوب تتباين معادن الشعوب وينضح على سطح الأحداث ما غار من أصول الناس وتوارى خلف غطاء الرخاء، ومع قراءة الأحداث أثبتت كل الأزمات التي تغشت المملكة العربية السعودية والأوطان العربية والأمة الإسلامية أن الشعب السعودي فيه من الأصول النقية والمعادن النفيسة ما يصعب ليّ أو كسر وفائه لدينه وأمته ووطنه، فقيه أوفياء لا تشتريهم الدنيا ولا يبيعون ولاءهم لأجل أي منفعة دنيوية، شعب أثبت في أزمات عديدة أن فيه من الصادقين ما يصعب أن ينفك التحامهم بوطنهم لمرورهم بأزمة أو شدة. والكلمات الإنشائية ليست هي من تصف قوة تلاحم الشعب السعودي بوطنه وقيادته إنما هو الواقع الذي تحدث ببلاغة في أكثر من أزمة وحدث وموقف، وهذا الولاء ليس نابع من العصبية العرقية ولا هو من مستوى المنفعة ولا من مدى نطاق المصلحة إنما هو نابع من فهم عميق لنصوص الشريعة الإسلامية وتوفيق من الله تعالى لصرف الولاء له سبحانه وشريعته في الأرض التي أقامها جل شأنه على أسس التوحيد والوطن الذي اعتمد في تشريعاته على أساس قوي متين من وسطية الدين الحنيف لن يتركه الله تعالى في مهب ريح الفتن والأزمات والشدائد دون أن يقيض له عباداً من عباده أوفياء صادقين ولن يتركه دون أن يحصنه بإخلاص المخلصين فيه ليذودوا عن حياضه، وطن سكب الله فيه من أعمال الصالحين الأخفياء والمخبتين الأتقياء أنهاراً عذبة من الأعمال الصالحة التي لها سواقي خير في كل الأرض لن يتركه الله وحده، وطن أقام شريعة الله في زمن تكالب عليه بعض من هم من بني جلدتنا ناهيك عن أعدائنا لن يُسلمه الله لمن يريد تمرير أجندته باسم الدين أو اسم التحرر من القيود، وما الأقدار الدائرة في منعطفات فلاة المحن إلا غمرة من غمرات المكاره ووقفة من وقفات الابتلاء يُظهر الله بها ما توارى من معادن الناس ونياتهم لتتباين الصفوف ويُعاد ترتيبها وفق مبدأ البقاء للأفضل فيتراجع من أعطى ولاءه لنفسه إن أُعطي من الدنيا رضي وإن منع منها سخط ويتقدم من ولاؤه لله تعالى ولدينه وأمته ووطنه فيسد ثغرة ويرأب صدعاً ويسدد ويُقارب وييسر ولا يعسر ويبشر ولا ينفر ويعمر ولا يهدم ويقرب ولا يبعد أينما وضع ينفع ولا يضر ويبني لا يهدم، فهذه دورة من دورات سنن الله وقوانينه على الأرض فكلما تكالب الشر على الخير وتحاوط الباطل الحق أجرى الله سبحانه وتعالى من أقداره على الناس ما يغربل نواياهم وينتقي منهم أخلصهم وأنقاهم فيُجري على أيديهم إصلاح ما أفسد الشيطان على الإنسان من منافذ الخير والمعروف. وحري بِنَا في مثل هذه الأقدار أن يتحرى المرء السلامة لدينه ثم لوطنه فلا يخوض مع الخائضين في معترك الإرجاف ونقل كل ما يُقال فتلك صفة من صفات المنافقين الذين إذا رأوْا فتنة تتبعوا ثغراتها لينفثوا فيها ما يؤجج نارها ويذكي ما خبت من حطبها، ولقد أسهب الله سبحانه وتعالى في وصف صفات المنافقين وتوضيحها بالتفصيل وأخفى أسماءهم لأنهم يتكررون مع دورات أقدار الله على الأرض بذات الصفات في كل زمان ومكان. والإرجاف في تعريفه اللغوي من المعجم الوسيط هو الاضطراب والزلزلة ويُقال أرجف القوم أي خاضوا في الأخبار السيئة بقصد إيقاع الناس في الاضطراب، وهو أداة لغوية يُراد بها الحرب النفسية ومنه ما جاء في سورة الأحزاب في قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يُجاورونك فيها إلا قليلا الأحزاب / 60). جمع الله في هذه الآية بين ثلاثة أصناف من الناس توعدهم أشد الوعيد أولهم هم المنافقون رأس كل فتنة وشر في أمة الإسلام والصنف الثاني الذين في قلوبهم مرض وهم أهل الشهوات المحرمة الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وثالثهم المرجفون وهم أهل الكذب ونقل الأقاويل ونشر الإشاعات وتخويف الناس لإضعاف عزيمتهم وهمتهم وتثبيطهم ليكونوا لقمة سهلة سائغة يلتقمها الأعداء دون أي عناء، ثم أتبع الله سبحانه وتعالى آيات الإرجاف بقوله (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) (الأحزاب / 62) في هذه الآية يُبين الله جل جلاله أن هذه سنة من قوانينه التي لا تغيير لها ولا تبديل ما بقي على الأرض بشر، فقلبٌ منافق وقلبٌ مريض وقلبٌ مرجف ثلاثة قلوب تتعرى في مواقف الفتن والأزمات والمحن والشدائد. والله تعالى هو وحده المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور وما تنطوي عليه نوايا البشر وهو وحده سبحانه وتعالى من يميز الناس في أقدار الفتن ويعري نوايا القلوب فيجعل محض لب الأفئدة على طرف الألسنة وجزع عن الصبر وشح عن الخير وهلع عند بلوغ العسر مخاضة في القدر فيتباين الناس وتنكشف قلوبهم بتباين ردود أفعالهم تجاه الأزمات والفتن. ولعله لا يخفى على أحد أن من دواعي الإرجاف هو بث الهزيمة النفسية وتخذيل الناس وتثبيط هممهم والدعوة إلى الخمول والكسل والاستسلام للواقع بكل سلبياته وجلد الذات وفقدان الثقة بالنفس مما يشجع على الاستسلام لليأس فتنهار العزائم ويتبعها انهيارات متتالية في التماسك والقيم والأعراف حتى يتخلى الناس عن عرى قيمهم وأخلاقياتهم ومبادئهم فتنهار بذلك قوتهم وتتفلت عرى روابط جأشهم فيتفرق صفهم وهذه هي أمنية الأعداء وأقصى ما تصبوا إليه مساعيهم والغاية الأسمى لهم تآكل جسد وحدتنا من الداخل فينهار صرحنا بمعاول منا وفينا تهزأ من قيم المجتمع وتُقزم من أفراده وتُهمش من قيمة أدائهم وأهمية أدوارهم وتقلل من مستوى كفاءة الناس وإنتاجيتهم وتهمز وتلمز وتطعن في الولاة والعلماء ورجال الدولة ورموز الوطن في كل مجال وتلاحق الزلات لتسقط قيمة القدوة وتشكك في الذمم وتوزع التهم وتُشهر بالأخطاء وتبث روح السخرية والاستهزاء بكل ماله صلة بالوطن فما لدينا دائماً يكون تحت معيار النقد أسوأ مما لدى الآخرين وباسم النقد والموضوعية والشفافية دخل البعض في المحذور من التعميم والذي هو وسيلة المهزوم نفسياً أمام هيمنة قوة ما. ليس القصد التقليل من شأن النقد وأهميته في تقويم المسارات الخاطئة وتجاوز أسباب القصور لكن نحن مثلنا مثل كل الشعوب والأمم لدينا من السلبيات ما يحتاج إلى علاج وكذلك لدينا من التميز ما يتمناه الكثيرون، فغض الطرف عما يميزنا وتوسيع بؤرة العين على الأخطاء مما يشعر الناس باليأس من علاجها هو من الإرجاف المنهي عنه شرعاً والذي توعد الله تعالى أهله أشد الوعيد. وأكثر أنواع الإرجاف خطورة على المجتمع هو إرجاف المثبطين المهزومين للأعداء الذين يبالغون في وصف قوة الأعداء وأنه لا قدرة لأحد عليهم ويبثون اليأس من تحقيق التفوق عليهم في أي مجال من المجالات ويبثون روح الخوف الشديد من كل خطوة فيها ظهور عز وتمكين للدين والوطن فبتضخيمهم لقوة ما وتعظيمها ورفعها فوق قدرات البشر وكأنها لا تعتريها أخطاء ولا يجري عليها من أقدار الضعف ما كتبه الله على البشر إذ لا يستطيع مخالفة توجهاتها أحد فيمررون الهزيمة من خلال برمجة العقول للاستسلام بحجة أن الواقع هكذا ومن أبرز ما يؤكدون عليه عند كل ضجة يفتعلونها الإيحاء للناس بأنه لا طاقة لكم بهؤلاء فسلموا مصيركم لهم ودعوهم يقررون عنكم واندمجوا في توجهاتهم فهم أفضل منكم في كل شيء وأقوى في كل شيء، خطورة هذا الصنف من المرجفين تكمن في أنهم يملكون أدوات التأثير على الناس من خلال قنوات متعددة التصقت بحياتنا كالتصاق روح بجسد كأدوات التواصل الاجتماعي والفن والإعلام ولهم منابر ومنتديات ومشاهير ومفكرون وكتاب وأدباء وشعراء ورجال دين وكأنهم يمهدون العقول للاستعمار بالوكالة دون أن يخسر العدو أي خسارة فالمكاسب التي يقدمها هؤلاء للأعداء تكمن في بث الخوف الشديد الذي يهزم الإنسان وهو في مكانه دون أن يخوض أي معركة ويقتل روح المقاومة لكل ما يخالف قيم ومبادئ وتشريعات الأوطان وهذه هي غاية العدو العظمى فالاستسلام لهم دون أي مقاومة يسهل عليهم مهمة السيطرة الكاملة على كل شيء، وأخطر ما يبثه الإرجاف في النفوس هو نسبة ما لا يقدر عليه غير الله للبشر فيربطون الأرزاق والحياة والموت والغيث وعلم الغيب وهذا فيه خطورة على العقيدة وزعزعة لتوحيد الربوبية حيث يتسلل الشرك الخفي إلى القلوب دون أن يعي المرء أنه دخل في المحذور العقائدي فبتسليم الإنسان للاعتقاد أن هناك قوة غير قوة الله تُدير رزقه أو حياته أو موته أو تستمطر مطراً أو تمنعه أو تعلم غيباً يكون قد أخل بمعنى التوحيد ولهذا أكثر منه توعد الله تعالى المرجفين أشد الوعيد في الدنيا والآخرة ومن هنا يتوجب علينا أن نقف وقفة الجدار الصلب في وجه أمثال هؤلاء وليعلم من لا يعلم أن المملكة العربية السعودية دولة قوية بقوة التوحيد وسلامة العقيدة ووسطية الدين وسماحة تعاليمه ولقد عجز المناوئين لها والساعين ضدها من أن يصلوا لتأجيج الفتن فيها وإلصاق تُهمة الإرهاب بها. وجهود الدولة السعودية في نشر ثقافة السلام ومكافحة الإرهاب جهود جبارة تستند على نصوص الشريعة الإسلامية الوسطية الحنيفية وقيم الشهامة العربية الأصيلة، ونهج الدولة السعودية دوماً وأبداً الصبر والإحسان والتسامح فلم ولن يستطيع أحد أن يُثبت أن السعودية بدأت بالتهجم على أحد أو ردت الإساءة بمثلها أو شجعت على ثقافة العنف والاعتداء، أما ما يروج له الإعلام المعادي الكاذب والإرجاف الناعق لا يؤثر على أصول الحقائق التي تقول أن يد خير المملكة العربية السعودية لم تدع أرض فيها نكبة إلا وسكبت فيها من بياض مساندتها عطا ء مشهود أو غير مشهود ولقد أشادت المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية مراراً بذلك وعلى سبيل الذكر لا الحصر أشاد بيير كرينبول المفوض العام لمنظمة الأونروا بجهود الدولة السعودية الإغاثية وأنها تأتي ثاني دول العالم دعماً للمنظمة وخلال أربع عقود تجاوز إجمالي المساعدات الإغاثية التي تبرعت بها السعودية للأعمال الإغاثية بمبلغ 115 مليار دولار استفادت منها 90 دولة في العالم. وسخاء اليد البيضاء السعودية التي تنبت من شجرة عطاء القيم والعقيدة تنثر ثمارها ليستفيد منها 70 ٪ من دول العالم بلا ضجيج ولا تطبيل ولا منة ولا أَ ذى ولكن حينما يصل الأمر إلى أن يتساءل الناس عند كل كارثة في الأرض أين السعودية فليعلم من لا يعلم أن المملكة العربية السعودية سخرها الله تعالى كسحابة غيث تطوف سماء نكبات أهل الأرض وتسكب من خيرها على المنكوبين ثم تُغادر دون أن تُحدث ضرر ولا أذى ولا إساءة ولا منة. ولقد سخرت السعودية جهودها وإمكانياتها منذ توحيد رايتها على خدمة السلام وإغاثة اللهفان أينما كان ويصعب حصر ما قدمته المملكة العربية السعودية من برامج دعم وحملات إغاثية للمنكوبين ولعل أبسط ما نستطيع أن نضرب به المثل على سبيل الاستشهاد لا الحصر هو الصندوق السعودي الدولي الذي أنشئ في عام 1394 ه / 1975م والهدف منه دعم الدول النامية وتقديم القرض الميسر لتمويل مشروعاتها التنموية ولقد بلغت حجم المساعدات السعودية إلى نسب عالية جداً ومثال على ذلك ما كتبه الخبير الاقتصادي علي نجم رئيس بنك دلتا الدولي في مصر في تحليل حول المساعدات العربية الذي نشره في صحيفة الأهرام المصرية وبين فيه أن المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة الدول المانحة للمساعدات حيث بلغت نسبة ما تقدمه السعودية 52 ٪ من إجمالي المعونات خلال (1973/1979م) وزادت نسباً 70 ٪ خلال (1980/1989م) وعلى الصعيد العربي أكد الخبير الاقتصادي فإن المملكة العربية السعودية على مدى عقدين ونصف أسهمت مساعداتها الفعالة ودعمها المستمر في تمويل برامج التنمية في البلدان العربية، فلا يخفى على أي متزن وعاقل أن الدولة السعودية بذلت كل ما تستطيع بذله للدول العربية لتكامل النموذج العربي ووفقاً لما نشرته تقارير المنظمات الدولية أن الدولة السعودية قدمت قرابة ثلثي المساعدات الإنمائية العربية خلال عقدي السبعينات والثمانينات بنسبة 64 ٪ وكما يؤكد ذلك تقارير جامعة الدول العربية أن الدولة السعودية تصدرت الدور الرئيسي في تحمل العون العربي كل هذا وأكثر منه ولعلنا نرى اليوم ما تبذله الدولة السعودية من جهود جبارة على كافة الأصعدة لحفظ حقوق العرب وأوطانهم واستقرارهم. الشمس لا تُحجب بكف يد والإرجاف والمرجفون لا يستطيعون حجب الحقائق ومن أراد أن يتبحر في دور المملكة العربية السعودية في دعم كفة السلام وإغاثة اللهفان فليبحث في إحصاءات المنظمات الدولية وتواريخ النكبات ليعرف كيف هي يد الدولة السعودية بيضاء كشمس مشرقة بالجود لا يحجب نورها جحود لئيم ولا نكران جاهل ولا إجحاف حاقد ولا إرجاف حاسد، وجهود توطين السلام التي تبذلها الدولة السعودية لا تخفى على أحد فكل متابع لقضايا الخلافات يلمس أن الدولة السعودية تدعو دائماً إلى كلمة سواء وتحارب العنف والإرهاب والحروب والدمار ولم تدع وسيلة لنشر السلام إلا وبذلتها وتبذل كل ما في وسعها لدعم دور الأممالمتحدة في دفع دفة السلام دون إلحاق الأذى بالأمم الضعيفة فالمبادرات والجهود التي قدمتها المملكة العربية السعودية كثيرة جداً لا حصر لها كلها تدعو إلى الألفة والتكامل منها مؤتمر مكةالمكرمة عام 2008 م الذي أكدت فيه أن الإسلام دين وسط وأمن وسلام وفي تشريعاته حلول جذرية لمشاكل البشر سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية وأن عدالة الإسلام لا غنى لحضارة اليوم عنها. ومن منطلق وسطية الدين الرشيد تبوأت المملكة العربية السعودية دور الداعم الأكبر والأكثر اهتماماً بقضايا المسلمين في كل مكان فلا يوجد بلد فيه مسلمين إلا وفيه أثر لخدمات الدولة السعودية وتفعيل فكرة التضامن الإسلامي من خلال واقع العمل الميداني والتكافل الاجتماعي دون تضخيم وتطبيل لمستوى الجهد والمال المبذول في سبيل ذلك، فعلى أساس قاعدة الوعي بمفهوم مبدأ التآخي في الإسلام والمضمون التكليفي بنصرة المسلم لأخيه المسلم التصق اسم المملكة العربية السعودية بقضايا المسلمين وهمومهم والتصدي بالحكمة لأعدائهم والصبر على كل أَذى لتحقيق وحدة صف الأمة بقدر ما تستطيع إلى ذلك من سبيل ويشمل ذلك خدمة المحتاجين من المسلمين وإغاثة الملهوف منهم وتحقيق وإثبات مصالحهم الدولية وتعليم جاهلهم وترجمة فكر التضامن الإسلامي في واقع الأزمات لا بالشعارات والهتافات والخطب على المنابر والمنتديات. ولقد دعمت المملكة العربية السعودية ولا زالت تدعم قضايا المسلمين في المحافل الدولية وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى وبذلت كل ما في استطاعتها لتوحيد صف العرب والمسلمين وتحمل هموم الأقليات المسلمة في العالم أجمع وقد بدا واضحاً اليوم على الساحة لنا جميعاً كيف وقفت السعودية في وجه مخططات تمزيق العرب والمسلمين، وما عاد خافياً على أحد أن المسلمين اليوم يواجهون أكبر هجوم ممنهج على دينهم وعقيدتهم لإلصاق تُهمة الإرهاب بهم ليمرر من خلال ذلك تمزيقهم وابتلاع ثرواتهم وتسخيرهم عبيداً في أوطانهم ولقد تصدت الدولة السعودية بقوة لهذا المكر الخبيث وبذلت كل جهودها لمحاربة الإرهاب والفكر الضال وظهر من خلال هذه الأزمة أروع تلاحم بين القيادة والشعب إذ أفسد هذا التلاحم بفضل الله تعالى على أصحاب الفكر الضال اختراق لحمة التماسك والمساس بقيم وسطية الإسلام الذي غلظ في حرمة الدماء والأعراض والأموال. وليعلم من يوظفون الدين لخدمة اتجاهاتهم ومآربهم وأصحاب الفتن والإرجاف والمفسدين ومن خلفهم إن هذه البلاد تأسست على قوة التوحيد ووسطية الإسلام وسماحته وستبقى بإذن الله تعالى قائمة على ما أسست عليه من قيم ومبادئ ركزها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وتوارثها من بعده أبناؤه ومات ملوكنا وأسلافنا عليها وبإذن الله نحيا نحن عليها ونموت لأجلها ويبقى الوطن عزيزا بعز التوحيد. وكلمة اكتبها للتاريخ من لم يضع يده اليوم بيد الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ لحمة المسلمين سيأتي عليه يوم يتمنى أنه فعل ذلك فالعاقبة دوماً للحق مهما اعتلى دخان الباطل. بقلم فريق م/ سعد بن عبدالله التويجري