أحد أبرز نجوم الكرة السعودية، وواحد من سفراء كرة القدم في المونديالات العالمية، برع في خانته بمنطقة الدفاع وتحديدا «الظهير الأيمن»، وتميز بالإمكانات الفنية العالية طيلة مشواره الكروي، ومن خلالها كان تمثيله ل3 من أكبر الأندية المحلية «الهلال، الاتحاد، والنصر»، كما أنه خاض تجربتين احترافيتين خارجيتين مع «قطر القطري موسم 2008، ويلبرج البلجيكي موسم 2009»، ناهيك عن تمثيله المنتخب السعودي ووجوده في مونديال كأس العالم 3 مرات متتالية عام «1998، 2002، 2006». ضيفنا صاحب القميص رقم «2» أحمد الدوخي، الذي لعب 113 مباراة دولية مع المنتخب السعودي طيلة مشواره الكروي، شارك أساسيا في 90 مباراة، ويملك هدفا وحيدا فقط سجله في تصفيات كأس آسيا عام 2004، متحصلا على 9 بطاقات صفراء، ولم يحصل على أي بطاقة حمراء. تسبب في إثارة الشارع الرياضي إبان انتقاله من ناديه الهلال إلى المنافس اللدود حينها «الاتحاد»، في صفقة أثارت جدلا واسعا حين ذاك. الدوخي فتح قلبه ل«عكاظ» وصال وجال وأبحر في عالم الكرة، التي كان له الأثر الكبير فيها بمساهمته في العديد من الأهداف وصناعته لزملائه اللاعبين، كما سرد أبرز القصص الجميلة خلال وجوده مع «الأخضر» في نهائيات كأس العالم، كذلك تحدث عن الرهبة، إضافة إلى النصيحة التي وجهها للجيل الحالي من اللاعبين الذين يستعدون لمونديال روسيا 2018، فيما أشاد بما يقدمه رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ.. فإلى الحوار: • نريد أن نتحدث معك عن جيلكم الماضي والجيل الحالي، من أين تفضل البداية؟ •• كلاهما عينان في رأس، وكلاهما يعتبران مفخرة للرياضة السعودية، ولكن بحكم أنني من جيل الطيبين (قالها ضاحكا) لنتحدث عن جيلنا. • أحمد الدوخي شارك في مونديالات 1998، 2002، 2006، وجميعها كانت مشاركات سلبية لكم كمجموعة كاملة، ما تعليقك؟ •• قد يراها البعض سلبية، لكن الفوارق الفنية التي كانت حين وضعنا في مجموعات قوية جدا من جميع النواحي هي من جعلت الكل يتحدث بأنها سلبية، إننا كلاعبين لم نكن راضين تماما عن المشاركات ال3، إذ أزعجتنا كثيرا، وكنا عقب كل مباراة في حالة صعبة وحرجة جدا. • صف لنا شعورك على الصعيد الشخصي خلال أول مشاركة لك في كأس العالم؟ •• شعور لا يوصف، لأن الحدث تاريخي، وليس مثل أي مشاركة مع المنتخب في المسابقات الأخرى، وبكل أمانة عقب كل مباراة أشارك بها أكون غير مصدق أنني لعبت في كأس العالم، البطولة الأقوى على مستوى القارات ال5 والعالم أجمع. • كيف كنتم كلاعبين تتهيأون من الناحيتين الفنية والمعنوية؟ •• بالروح والعزيمة، كنا «عائلة واحدة»، لأن مثل تلك المباريات تعتبر مختلفة، ويجب علينا أن نهيئ أنفسنا ذاتيا سواء ذهنيا أو بدنيا وفنيا، كذلك الحال للاعبي الجيل الحالي عليهم القيام بذلك لأنهم وصلوا إلى مرحلة ليست عادية. • «الرهبة» بمعنى الخوف، هل كنتم تشعرون بها في مباريات كأس العالم؟ •• ذلك الأمر طبيعي أن يحدث، لأننا كنا نواجه أعرق المنتخبات العالمية، التي لها باع طويل في عالم كرة القدم، ومع ذلك استطعنا التغلب على مثل تلك الظروف. • كيف استطعتم ونتائجكم لم تكن مرضية؟ •• دعني أقول لك شيئا، في مونديال 94 قدم نجوم المنتخب السعودي مستويات فنية عالية حتى وصلوا إلى الدور الثاني، ويعتبر إنجازا كبيرا، فيما المشاركات ال3 التالية اتفق معك أنها نتائجيا غير مرضية، لكن كانت هناك مباريات قدمنا فيها كل شيء، وعامل الخبرة والفوارق الفنية كانا السبب الرئيسي في ذلك. • أفهم من كلامك بأن الرهبة ستكون حاضرة في نفوس اللاعبين الحاليين؟ •• لا أعتقد، لأن تأهل منتخبنا للمرة ال5 واللعب في كأس العالم يعطي راحة تامة للاعبين ويجعلهم يقدمون كل ما لديهم من إمكانات فنية عالية. • هل من ذكريات ما زالت عالقة في ذهن أحمد الدوخي من خلال وجوده مع المنتخب السعودي بمونديال كأس العالم؟ •• إن كنت تقصد شيئا محددا، بكل أمانة لا يوجد، لكن المشاركات ال3 وبمجرد أن يكون اسمي ضمن قائمة كأس العالم، فذلك يعتبر بالنسبة لي أغلى ذكريات حياتي الكروية، التي مهما حييت لن أنساها. • مشاركة منتخبنا في مونديال روسيا 2018، من وجهة نظرك وكتوقع فني، كيف تراها؟ •• طبعا الجميع يتمنى أن نظهر بالشكل اللائق والمشرف الذي يرفع اسم مملكتنا الغالية عاليا في سماء العاصمة الروسية (موسكو)، كما هي عادة مملكة الخير، واللاعبون الرجال الأبطال سيفرضون أنفسهم وتكون مشاركتنا لأجل المنافسة لا لتسجيل الحضور فقط. • ألا تتفق مع أغلب الشارع الرياضي أن مباريات كأس العالم دوما صعبة؟ •• بكل تأكيد، ولا يوجد أي شك في ذلك، لكن ثق تماما أنه في عالم كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل، لذلك أتمنى أن يكون جميع اللاعبين على قدر المسؤولية ويقدموا كل ما لديهم، وبصراحة يراودني تفاؤل أننا سنقدم مستويات جيدة جدا. • على صعيد الاستعدادات، كيف شاهدت الوقفات التي قام بها مسؤولو الرياضة؟ •• بكل أمانة وفخر واعتزاز سواء للاعبين الحاليين أو لنا كلاعبين قدامى، وحتى على صعيد الشارع الرياضي بشكل عام، وقفات رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ تذكر فتشكر، كونه لم يبخل على الألعاب كافة بأي شيء معنويا أو ماديا، حتى لاعبي المنتخب السعودي الموجودين في المونديال وقف إلى جانبهم ودعمهم. • عفوا.. ماذا تقصد ب«وقف إلى جانبهم»؟ •• بتجديد عقود لاعبي المنتخب السعودي مع أنديتهم حتى لا تتشتت أذهانهم بتفكيرهم في مستقبلهم، وإحداث شوشرة ذهنية للاعب خلال وجوده سواء في الدكة أو عبر القائمة الأساسية، في المقابل سيكون نجومنا في المونديال مرتاحي البال وسيقدمون كل شيء لأجل «الأخضر»، وقبل ذلك رفع اسم الوطن عاليا. • لاعب من وجهة نظرك لم يمنح الفرصة في صفوف المنتخب؟ • من وجهة نظري، اللاعبون الموجودون فيهم الخير والبركة، ويعتبرون الأفضل من ناحية التجانس الكبير فيما بينهم، خصوصا أن الأغلبية كانوا مع بعضهم البعض خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم. • المراحل الإعدادية للمنتخب السعودي، كيف تراها؟ •• في البداية، كانت هناك بعض الأخطاء لكن منذ استلام المدرب الأرجنتيني بيتزي تحسنت الأمور، حتى على صعيد التكتيك وتطبيق اللاعبين له بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا، وأعتقد أن الجميع شاهد مواجهة منتخب الجزائر الأخيرة التي كسبها الأخضر بهدفين وقدم الصقور الخضر لمحات فنية، والهدفان كانا من كرة ثابتة، وهجمة منظمة. • تعني أن المواجهات الودية المتبقية قد تكشف جاهزية الأخضر بشكل كامل؟ •• بكل تأكيد، لأننا سنواجه اليونان وإيطاليا وبيرو وألمانيا، فمثل هذه المباريات أتمنى عدم القسوة على اللاعبين من خلال نتائجها، المهم هو الاحتكاك القوي مع هذه المنتخبات التي تعتبر رنانة لها اسمها وهيبتها. • سنقص شريط افتتاح مونديال كأس العالم أمام المنتخب المستضيف روسيا، كيف ترى المشهد؟ •• بكل أمانة ستكون مباراة الافتتاح صعبة على المنتخبين، كون روسيا ترغب في خطف النقاط وسط دعم جماهيري كبير، في المقابل نجومنا يرغبون في تحقيق النتيجة الإيجابية إما الفوز أو الخروج بنقطة، كون البدايات صعبة، لذلك أتمنى من اللاعبين عدم الخوف والرهبة وتقديم كرة جميلة، مثلما كان طيلة التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم، والثقة بأنه في عالم كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل. • المساحة الأخيرة متاحة لك.. •• أشكركم على هذا الحوار، ولا أنسى تقديم الشكر الكبير إلى رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ على كل ما قدمه للرياضة بصفة عامة وللمنتخب على وجه التحديد، إذ قدم كل ما يستطيع كي يرفع علم مملكتنا الحبيبة عاليا، ثم شعار الأخضر من خلال أقوى محفل عالمي، وأقول لزملائي وإخواني اللاعبين أنتم الآن تمثلون الوطن فلا تبخلوا عليه.
