«يجب أن يؤمن اللاعب السعودي بالله، وأنه سيلاقي بشراً مثله في أرضية الملعب»، بهذه الكلمات العميقة خاطب الملك فهد غفر الله له، بعثة المنتخب المغادرة إلى لوس أنجلوس عام 1994 للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ «الأخضر» يومها قدم أجمل حضور عالمي، وغادر ال»مونديال» من دور ال16 بعد أن قارع منتخبات عالمية. في كأس القارات عام 2009 وضعت القرعة مصر خصماً للبرازيل، وهذا الأمر لا يعتبر مستساغاً لأي مدرب في العالم أن يقابل «السامبا» المدجج بالنجوم، لكن حسن شحاتة مدرب منتخب مصر قلل من هذه الرهبة وقال للاعبيه بعد أن شرح لهم خطته والفوارق الفنية بين المنتخبين: «في النهاية ستكونون 11 لاعباً وهم بالعدد ذاته لن يتفوقوا علينا بشيء»، وكادت مصر أن تهزم البرازيل في مباراة تاريخية خسرتها في الثواني الأخيرة بركلة جزاء، وفي الجولة الثانية حقق منتخب الفراعنة نصراً تاريخياً على إيطاليا 1-صفر. في إنجاز المنتخب السعودي «مونديال 94»، وتجربة مصر المبهرة في كأس القارات عاملاً مشتركاً، وهو إيمان كل لاعب بإمكانياته وأنه قادر على صنع التاريخ، ولو لم يؤمن المهاجم سعيد العويران بذلك لما جندل دفاعات بلجيكا وسجل هدفاً خلّده التاريخ، ولو لم يرى محمد حمص بأنه مهاجم ذو إمكانيات كبيرة لما سجل هدفاً تاريخياً في مرمى بوفون، الأمر لا يحتاج مزيد تعقيد في كرة القدم، كل الذي عليك أن تؤمن بإمكانياتك أولاً ثم تسعى لإثبات ذلك ميدانياً. الخميس المقبل، سيحل منتخب أستراليا ضيفاً ثقيلاً في جدة لملاقاة المنتخب السعودي، هل يمكننا هزيمته والانفراد بصدارة المجموعة؟ المعطيات تقول إننا سنلاقي منتخباً قوياً من الناحية الفنية والبدنية، ولكننا نمتلك حافزاً كبيراً في هذه الجولة وهو خوض المباراتين على أرضنا وبين جماهيرنا، هذه الميزة يجب أن تعطي لاعبينا دافعاً لعدم التفريط بأي نقطة من المباراتين، في كلا الحالتين لا يجب الخروج من هذه الجولة بأقل من أربعة نقاط، والانطلاقة الجيدة ل»الأخضر» يجب أن تستمر فما زال خط النهاية طويلاً والمشوار في بدايته ويجب ألا نستسلم لهدر أي نقطة خصوصاً في المباريات التي تلعب في ملعبنا. إلى لاعبينا من دون استثناء: لا تخذلوا هذا الوطن وأنتم تخدمونه من بوابة الرياضة، فأنتم جنود تدافعون عن ألوانه، حققوا آمال الرياضيين والمدرجات وأثبتوا إمكانياتكم العالية، العودة إلى كؤوس العالم هي الحلم لكل رياضي سعودي فلا تحرمونه تحقيقه»، يجب أن يعود العلم السعودي ليرفرف عالياً في «مونديال روسيا 2018»، الأمر ليس مستحيلاً ويمكن تحقيقه لا سيما في ظل هذه البداية الأكثر من رائعة، ستجدون الخميس المدرجات مكتظة بأبناء هذا الوطن ينتظرون فرحاً يدخل قلوبهم، وينتظرون انتصارات متواصلة لتحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم.