لم يكن وجود اسم ولي العهد ضمن قائمة مجلة «فوربس» لأقوى 75 شخصية في العالم لعام 2018، بالمفاجئ، فكل المؤشرات تلفت إلى أن الأمير محمد بن سلمان عازم على صناعة التغيير الذي سيدفع ببلاده إلى مستقبل أكثر قوة وثباتاً. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جاء في مرتبة متقدمة في قائمة «فوربس» الشهيرة، لم يكن لافتا لانتباه العالم فحسب، بل استطاع بشكل جلي أن يسهم في تفكيك الصورة النمطية عن بلاده في أذهان العالم المتشبع بعضه بالقوالب الجاهزة والأحكام المعلبة تجاه مملكة السعوديين. ويبدو أن اختيار اسم الأمير محمد بن سلمان كثامن أقوى شخصية في العالم والأولى في المنطقة، بقائمة فوربس التي تضم 75 شخصية محورية حول العالم، يثبت أهمية تحركات المملكة التحديثية على مستويات عدة، فالسعوديون برؤيتهم «2030» التي رسمها عرابها ولي العهد يسعون لصنع بلد أقوى اقتصادياً، منعتق من تقلبات النفط وأسعاره، كثيف الخيارات الاستثمارية وجذاب البيئة. ويرى مراقبون أن اختيار شخصية الأمير محمد بن سلمان لأكثر من مرة في قوائم «أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم» يؤكد قناعة العالم واهتمامهم بمشروعه المتمثل في رؤية 2030 التي جذبت أنظار العواصم الدولية صوب الرياض. ومن جهة الحضور المتكرر لشخصية الأمير محمد بن سلمان في المؤشرات العالمية، لا يغفل المراقب للدور السعودي في العالم، أهمية وثقل المملكة في فضاءات الساحة الدولية والإقليمية، فالرياض تقود مشروعاً يدعم الوسطية والاعتدال ويرسخ للاستقرار في منطقة تموج بالتقلبات والزلازل السياسية. وبعزم قيادتهم، قطع السعوديون حتى الآن شوطاً في إصلاحاتهم التي عصفت بتكدسات الماضي، وحلحلت العديد من الملفات العالقة، فالخط الاقتصادي رُسم لينجح، إذ استطاعت الرياض تحقيق أرقام كبيرة في إيراداتها غير النفطية، كما أن مؤشر النمط المعيشي يشهد اخضراراً، فيما المشاريع الإنشائية الضخمة لا تهدأ في البلاد التي يحلم أبناؤها بمستقبل يليق بتاريخها.