قتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 30 عندما فجر مسلحون قنابل واقتحموا مبنى حكوميا اليوم (الأحد)، في اعتداء ما يزال مستمرا في مدينة جلال أباد في شرق أفغانستان، بحسب ما أعلن مسؤولون، ما يؤكد مجددا التدهور الأمني في البلاد. وبينما تصاعدت سحب الدخان الكثيف بعد انفجارين وقعا قرب مديرية المالية في جلال أباد، قال المتحدث باسم حاكم ولاية ننغرهار عطاء الله خوجياني لوكالة فرانس برس إن «عددا من المهاجمين» اقتحموا المبنى. وأكد أن «قوات الأمن تطاردهم وتواجههم» مضيفا أن مهاجما واحدا قُتل فيما لا تزال العملية جارية. وقال الموظف قيصر أثناء حديثه لوكالة فرانس من أحد مستشفيات جلال أباد «نحو فترة الظهيرة، هز انفجار كبير المبنى حيث نعمل». وأضاف «رأيت بعد ذلك مهاجمين مسلحين يدخلان المبنى. سارع أصدقائي للاختباء وقفزت أنا من إحدى النوافذ (...) كسرت ساقي وذراعي لكنني تمكنت من الخروج من المبنى. لا يزال بعض أصدقائي عالقون هناك». من جهته، أفاد مدير دائرة الصحة في المدينة نجيب الله كماوال بأن مستشفيات جلال أباد استقبلت جثة شرطي وثمانية مدنيين إضافة إلى 36 مصابا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. وجلال أباد هي كبرى مدن ولاية ننغرهار المحاذية لباكستان. وتعد بعض مناطقها معاقل لتنظيم «داعش»، فيما ينشط عناصر طالبان كذلك في المنطقة. «عملية الخندق» والهجوم هو الحلقة الأخيرة في سلسلة العنف الدامي الذي يضرب أفغانستان في وقت تزيد المجموعات المسلحة هجماتها فيما تكثف القوات الأفغانية المدعومة من الولاياتالمتحدة غاراتها الجوية وعملياتها البرية. ويأتي الهجوم بعد أيام من شن انتحاريين ومسلحين سلسلة اعتداءات بدت منسقة واستهدفت مركزي شرطة في كابول (الأربعاء)، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل. وشهد أبريل سلسلة من الهجمات عمت البلاد واستهدفت مراكز تسجيل للناخبين في وقت تستعد البلاد للانتخابات التشريعية التي لطالما تأجلت ويتوقع أن تجري في أكتوبر. ولم تخف طالبان ولا تنظيم «داعش» نيتهما تعطيل الانتخابات، فيما أعرب مسؤولون عن قلقهم من أن تؤثر المشاركة الضئيلة للناخبين على مصداقية الاقتراع. وأطلقت طالبان أخيراً هجومها السنوي الذي يتزامن مع دخول فصل الربيع في رفض واضح لعرض الحكومة الأفغانية الجلوس على طاولة الحوار. وأعلنت طالبان في بيان بتاريخ 25 أبريل إطلاق «عملية الخندق» التي تستهدف القوات الأمريكية و«عملاءها الاستخباراتيين» و«أنصارها المحليين». وذكرت الحركة أن الهجوم هو رد جزئي على إستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجديدة بخصوص أفغانستان التي أعلنها في أغسطس الفائت وتمنح القوات الأمريكية هامش مناورة أكبر لملاحقة المتمردين. وكثف تنظيم «داعش» هجماته كذلك خلال الأشهر الأخيرة تحديدا في كابول. وكان تسعة صحفيين بينهم مدير قسم التصوير لدى مكتب وكالة فرانس برس في كابول شاه مراي ضمن 25 شخصا قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج تبناه تنظيم «داعش» في العاصمة في 30 أبريل. وتحولت كابول إلى أحد أخطر الأماكن في البلاد بالنسبة للمدنيين في وقت تحاول قوات الأمن جاهدة السيطرة على العناصر المسلحة عقب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة نهاية 2014.