استهدف تفجير انتحاري مقر منظمة «انقذوا الاطفال» (سايف ذا تشيلدرن) في شرق افغانستان امس، واسفر عن سقوط اربعة قتلى على الاقل و14 جريحاً. وتبنى تنظيم «داعش» مسؤولية الاعتداء على مقر المنظمة في جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار شرق أفغانستان، حيث يتركز تواجد التنظيم الارهابي. واعلنت المنظمة بعد الاعتداء تعليق برامجها وإغلاق مكاتبها في افغانستان حيث تتواجد منذ العام 1976، وتتولى خصوصاً مساعدة اطفال الشوارع، مع امتلاكها شبكة مهمة في انحاء البلاد. وكتبت بعثة الأممالمتحدة في افغانستان على «تويتر» ان «الهجوم على منظمة انسانية ينتهك القانون الدولي، وقد يرقى الى جريمة حرب»، علماً ان افغانستان هي البلد الثاني الأكثر خطورة على العاملين الإنسانيين بعد جنوب السودان، وفق موقع «هيومانيتريان آوتكومز» الذي يشير إلى تعرضهم لخطف وهجمات يندر تبنيها. يأتي تعليق «أنقذوا الاطفال» برامجها بعد اعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر انسحابها من شمال أفغانستان وتقليص عدد موظفيها إثر مقتل إسبانية عملت معها وستة أفغان برصاص مريض في مركز صحي في مدينة مزار الشريف (شمال). وقالت رئيسة مكتب «سايف ذا تشيلدرن» في افغانستان مونيكا زاناريلي ان «الهجوم على منظمة تساعد الأطفال أمر شائن». واشارت الى ان «تزايد العنف في أفغانستان جعل عمل منظمات كثيرة امراً صعباً جداً». وأفاد مصدر أمني غربي في جلال آباد بورود تحذيرات عدة من هجمات في الأيام الاخيرة، «لكن المعلومات لم تشر الى استهدف أجانب تحديداً»، علماً ان الاعتداء الأخير في المدينة يعود الى 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حين سقط 18 قتيلاً في انفجار دراجة نارية مفخخة خلال مراسم تشييع. وسارعت حركة «طالبان» الى نفي تورطها باعتداء جلال آباد امس، بعدما كانت تبنت قبل ايام هجوماً على فندق «إنتركونتيننتال» في كابول، أسفر عن 22 قتيلاً بينهم 14 اجنبياً. وأوردت وكالة «أعماق» التابعة ل»داعش» ان مسلحيه «نفذوا عملية استشهادية عبر تفجير سيارة مفخخة وشن ثلاثة هجمات انغماسية استهدفت المنظمة البريطانية واللجنة السويدية للشؤون الإنسانية ومكتباً تابعاً لوزارة المرأة الأفغانية». لكن اياً من هذه الهيئات لم يشر الى سقوط ضحايا. وقال عطاء الله خوجياني إن «قوات الأمن عثرت على جثتي اثنين من المهاجمين، احدهما فجر سترة ناسفة، وآخر قتلته قوات الأمن»، مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للمهاجمين الذين ارتدوا زي قوات الأمن، لم يتضح فوراً، علماً ان الاشتباكات استغرقت اكثر من 7 ساعات، طوقت خلالها قوات الأمن المجمع الذي ظل بعض الموظفين عالقين داخله. واشتعلت النار في سيارتين، احدهما تابعة لمنظمة «انقذوا الأطفال»، ما ادى الى انبعاث دخان اسود في الحي.