سنوات طويلة ومازال صوت أحمد الحامد يشيم الليالي النجلاء بأناقة متفردة، حتى أنه والأماسي الحالمة بديا رديفين يسكبان اللباقة في كؤوس المرح، أطلق عنان نجوميته برفقة الراحل سعود الدوسري عبر ليالي الخميس، وما انفكا يدلفان معاً دفء السهر عبر السحاب اللندني إلى الخليج إلى أن تفارقا، فتصدى الحامد لتلك المهمة مضفياً على «ليلة خميس» نكهة خاصة مازالت لذتها حتى الآن تفتح شهية الذاكرة وتثير جوع الأثير. اليوم وبعد جولة في محطات إذاعية وتلفزيونية، يؤول الحامد معقل القنوات السعودية، مواكباً انطلاقة قنواتها الجديدة وعصر التغيير الذي تشهده بقيادة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون داود الشريان، عبر برنامجه الجديد «تالي الليل» الذي أضحى رهاناً جديداً يتحدى به منافسوه، بعد أن ظل طيلة عقدين فارساً للأثير ومزاحماً لأهم البرامج الجماهيرية التلفزيونية بمذياعه الذي رافقه كظله. يتعاطى كثيرون مع خبر انضمام أحمد الحامد لكوكبة قناة SBC على أنه حدث مهم على المستوى الإعلامي، وخطوة توصف ب«ضربة معلم» ليس لجماهيرية الحامد وقبوله الكبير لدى شريحة واسعة من الجماهير على اختلاف أجيالها من التسعينات وإلى الآن وحسب، بل لخبرته في الخروج عن الرتابة وقدرته على تحطيم تابوهات التقليدية، فضلاً عن نجاحاته السابقة. وثاق الليالي مع «أبو متعب» لا ينتهي، وفي «تالي الليل» سيروي هذا العام حكاياته على «SBC» عبر برنامج يومي حواري، مسامراً شخصيات فنية واجتماعية شهيرة، مشاغباً إياها بطرح مباشر دون أن تصفد معه نقاشاته طيلة 30 حلقة.