أضحى الحديث عن شرور إيران من باب «تحصيل الحاصل». فها هي المغرب تطرد سفير إيران لديها، وتقطع علاقاتها الدبلوماسية معها، لأنها تملك أدلة على تورط إيران في تسهيل قيام عناصر من حزب الله اللبناني الإيراني الإرهابي بتدريب جبهة البوليساريو على حفر الأنفاق، وتزويدهم بالأموال للقيام بعمليات إرهابية ضد المغرب. وليس جديداً أن تختار إيران اللعب على حبل الخلافات بين المغرب وجارتها الجزائر، لاختيار سفارتها في الجزائر (العاصمة) وكراً لترتيب اللقاءات بين «حزب الله» والبوليساريو. ماذا يعني ذلك؟ هذا يؤكد أن إيران ماضية في مخططاتها لتخريب الدول العربية وإثارة الفوضى وبث الفتن، وإضعاف حكوماتها، من خلال زعزعة الاستقرار، وتشجيع بعض القوى على التمرد على أوطانها، وتأجيج النزاعات الإقليمية، ليسهل عليها الانقضاض على تلك الحكومات العربية، من خلال واجهاتها العميلة، وميليشياتها المأجورة، لتحقيق حلم خامنئي والملالي ببسط هيمنة الإمبراطورية الفارسية البائدة على جميع بقاع العالم العربي في المشرق والمغرب. وهو هدف ترفضه الدول العربية ولن يتحقق إلا على جماجم العرب. وتأتي حادثة قطع العلاقات بين الرباطوطهران، في وقت يقترب فيه الثاني عشر من مايو الجاري، الذي سيعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الأرجح انسحاب بلاده من الاتفاق الغربي مع إيران حول برنامجها النووي، وبالتالي تجديد العقوبات التي تفرضها واشنطن على النظام الإيراني الإرهابي. وقد أثار موقف ترمب إجماعاً غربياً على ضرورة تعديل الاتفاق النووي، بحيث تجرى مفاوضات جديدة مع طهران بشأن وقف برنامجها لإنتاج الصواريخ الباليستية، وتشديد القيود على البرنامج النووي. تدرك إيران جيداً أن سياسات الزعزعة التي تتبعها لا ترهق المنطقة وحدها، بل تفرض أعباء ثقيلة على عاتق القوى الكبرى التي تشعر بأن التهديد الإيراني يستهدف حلفاءها في المنطقة، ويفرض مخاطر جمة على حركة الملاحة الدولية التي تنقل أهم سلعة محركة للاقتصادات العالمية، وهي النفط، من خلال الممرات المائية الحيوية في المنطقة. وذلك يعني أنها تتحدى الإرادة الدولية، وتنتهك القرارات الأممية، وتشارك في تهديد الأمن الدولي والإقليمي. وهي لا تدرك تماماً أنها تسعى إلى حتفها، لأنها لن تستطيع كدولة وحيدة أن تواجه ترسانات أقوى دول العالم، خصوصاً فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتّحدة. وكلما تكشفت خطة للشيطان الإيراني، خرج وزير خارجيتها ظريف لينفي ويبرر ويكذب، ظناً منه أن النفي سيشفع لبلاده حين تحتدم الأزمة، ويصبح في حكم المحتوم الدولي - مواجهة إيران. ولا شك أن السياسة السعودية في الأعوام الأخيرة نجحت في تعرية إيران، وفضحها، وتبصير العالم بشرورها، وكشف مخططاتها الإجرامية، بعدما ظن متعاطفون معها من «الأشرار الصغار» أن المواقف السعودية ليست إلا تصريحات وبيانات صحفية، ليجدوا أن الحقيقة السعودية جادة، وأنها لن تتغاضى عن المنافقين والمراهقين سياسياً أيضاً. تعمل الرياض على إطفاء الحرائق الكبيرة في المنطقة التي تسبب فيها نظام الملالي، وواجهاته، ووكلاؤه، وعملاؤه، وفي الوقت نفسه تعمل على مواجهته. وتوظف ثقلها الدولي والاقتصادي والإستراتيجي من أجل أمن المنطقة واستقرارها. وقد تجلى ذلك من خلال تحالفين كبيرين، نجحت في تشكيلهما ووجدا استجابة سريعة من الدول العربية والإسلامية للانضمام إلى التحالفين - العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب والتحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، وكلاهما لم تكن السعودية بحاجة إليهما لولا مؤامرات إيران وأذنابها وميليشياتها وعصاباتها، ومساعيهم لنشر الخراب والتدمير والتدخل في شؤون دول المنطقة. الآن بعد وصول التدخل الإيراني من المشرق إلى المغرب العربي... ستكتشف القوى الكبرى أن طموح «الفرس» ليس الهيمنة على دول المنطقة وجيران إيران فقط، بل تفجير وتدمير العالم كله، وتحطيم أسطورة الأمن في انتظار عودة «الإمام الغائب»، وإعادة صياغة النظام العالمي ليكون القرار بيد «الولي الفقيه». ولكن سيولول ملالي إيران وسيندمون ولاتَ وقتَ مَنْدَم! الأكيد أن التحالف الدولي ضد إيران وأذنابها يدرس كل الخيارات لتحييد خطر نظام الملالي وميليشياته الإرهابية، بما فيها المواجهة العسكرية، نظراً إلى تعدد الأذرع الشريرة التابعة لهم. وهو استحقاق تأخر كثيراً، لأن إيران عدو الإنسان في كل مكان.