من يبحث في التاريخ الفني للبحرين ستصادفه بالتأكيد أسماء كثيرة من تلك التي حفرت في الصخر حتى حققت لنفسها مكانة مرموقة في عالم الموسيقى البحرينية والخليجية. فالبحرين هي منبت ومسقط رأس رواد فن الصوت الخليجي ابتداء من عبدالله بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد وانتهاء بعوض الدوخي وفرج عبدالكريم. والبحرين من جهة أخرى هي وطن ثلة من الفنانين الذين عبروا الحدود إلى أم الدنيا لصقل مواهبهم في أشهر معاهد الموسيقى مثل «إبراهيم حبيب» و«أحمد الجميري» و«حمد الدوخي» و«جعفر حبيب» أو اعتمدوا على ذواتهم لجهة البروز على الساحة الفنية مثل الراحل الكبير «محمد علي عبدالله» و«عبدالصمد أمين» و«ماجد عون» و«عبدالواحد عبدالله» ومن قبلهم «عبدالله خالد» و«علي خالد» و«يوسف فوني» و«محمد راشد الرفاعي». غير أن الموسيقار اللواء الدكتور مبارك النجم يعتبر حالة استثنائية في تاريخ البحرين الفني، ليس لأنه أول بحريني خاض ميدان الموسيقى الأوركسترالية الأوبرالية فحسب، وإنما أيضا لأنه أول فنان من البحرين يجمع ما بين الموهبة والدرجات الأكاديمية العليا في الموسيقى من أبرز المعاهد العالمية. فقد حصل على شهادة الدكتوراه في الفنون (تخصص تأليف) من معهد الكونسرفتوار بالقاهرة مع مرتبة الشرف الأولى في يناير 2010، وحصل في أكتوبر 2017 على شهادة دكتوراه أخرى في الفنون (تخصص موسيقى شعبية) مع مرتبة الشرف الأولى من المعهد العالي للفنون الشعبية بالقاهرة، علاوة على شهادات أخرى تعادل الماجستير والدبلوم من كليات الموسيقى الملكية في بريطانيا على نحو ما سنفصل لاحقا. كل هذا مهد له السبيل للقيام بتجربة فريدة غير مسبوقة تجسدت في إعادة صياغة الأغاني البحرينية القديمة والشعبية بروح فنية جديدة وتوزيع أوركسترالي بديع. فعلى سبيل المثال لا الحصر فعل فناننا الخلوق ذلك مع أغنية «كوكو» المشهورة لمحمد زويد فاشتهرت خارج الحدود وصارت تعزفها الفرق الأوركسترالية في فرنسا وبلغاريا والصين واليابان. كما قام فناننا بوضع موسيقى جميلة مصاحبة لبعض المسلسلات الشعبية مثل مسلسلات «البيت العود» و«فرجان لول» و«حزاوي الدار» فخلدها في المخيلة الجمعية الخليجية. وبالمثل أعاد صياغة أنماط كثيرة من أغاني الأطفال وأغاني الغوص والبحر مثل «أم العيون العذبة عرفتوها؟» وأغنية «أنا المايات على أسيافج يا البحرين» فحولها إلى أيقونات موسيقية تتغنى بالبحرين وطنا وشعبا وحضارة. عود «علبة الزيت»! يتذكر شقيقه الدكتور راشد النجم في مقال كتبه مؤخرا في صحيفة أخبار الخليج البحرينية (25 أبريل 2018) جانبا من جوانب مسيرة شقيقه مبارك فيقول ما مفاده بأنه كان يعشق العزف على العود لكن عوده آنذاك صنعه بنفسه من علبة زيت ثبّت عليها قطعة من الخشب وشدّ عليها أوتارا من خيوط النايلون المستخدمة في صيد السمك. ويضيف أن هذا أحزنه فقاده إلى سوق المقاصيص بالمنامة، حينما كان فناننا في مرحلة الدراسة الإعدادية، من أجل البحث عن عود مستعمل بسعر معقول فوجد ضالته صدفة في دكان الفنان علي بن هزيم والد الفنانة أحلام فاشتراه له بسعر خمسين روبية. جملة القول إن مبارك، الذي يملك اليوم آلات موسيقية لا تعد ولا تحصى إلى جانب ملكيته لمعهد في قلب المنامة لتدريس الموسيقى والعزف على مختلف الآلات كبيرها وصغيرها للمواهب الفتية، عاد من المنامة إلى المحرق وهو لا يكاد يصدق أنه يملك عودا حقيقيا يستطيع التمرن عليه وقتما يشاء؛ بدليل أنه ظل محتضنا العود طوال رحلة العودة من السوق وكأنما حصل على شيء ثمين يخاف أن ينتزعه منه أقرانه أو يخشى عليه من السقوط فيتهشم. كتب عنه الكاتب البحريني محمد عبدالملك في صحيفة الأيام البحرينية (7/4/2018) قائلا: «تحولت هذه الموسيقى (موسيقى مبارك) من البساطة إلى العمق والشفافية والعذوبة، ألحان تتدفق كالماء السلسبيل، متتابعة وهادئة تأخذك إلى أماكن نائية في أعماق الروح». ابن المحرق وفريج المري ولد مبارك نجم عبدالله عيسى النجم في فريج المري بمدينة المحرق عاصمة البحرين القديمة التي أنجبت للبلاد جل مبدعيها. كان ميلاده تحديدا في منزل من منازل المحرق المتواضعة داخل أحد أحياء المدينة المسكونة بعبق التراث والفنون الشعبية والواقعة في جهتها الشمالية. هناك أبصر مبارك النور سنة 1957 ابنا لعائلة بسيطة كان عائلها من رجال الغوص وصيد اللؤلؤ الذين انصرفوا بعد أن بارت تجارة اللؤلؤ إلى تجارة مواد البناء وعلف المواشي، فيما كانت والدته سيدة من سيدات ذلك الزمن الجميل الحافظات للموروث الشعبي والمواويل رغم أميتها. هذه السيدة أنجبت لزوجها 6 أبناء كان فناننا هو الثالث في الترتيب، بعد راشد وحمد وقبل أحمد وحسين وعلي. في مثل هذه البيئة الشعبية الأليفة، وهذا البيت الذي كان محاطا وقتذاك بدور الطرب الشعبي مثل «دار محمد بن حربان» و«دار إبراهيم المسعد» و«دار علي بن صقر» ترعرع مبارك وراح يلهو ويلعب مع أقرانه غير مكترث بما تخبئه له الأيام. أما لجهة دراسته فقد كتب بنفسه في كتاب «الأوتار سلم المايسترو» الذي أصدرته وزارة الإعلام البحرينية سنة 2008 عن حياته ومسيرته قائلا إنه التحق بمدرسة «المحرق الشمالية الابتدائية» (حاليا مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية) عام 1963 وهو لا يجيد القراءة والكتابة لأنه لم يتعلم قبلها في رياض الأطفال أو عند «المطوع». في تلك المدرسة لاحظ أساتذته موهبته الفنية من خلال انخراطه في الأنشطة المتنوعة من موسيقى وتمثيل ومسرح وأشغال يدوية. ولما كانت الموسيقى هي المجال الذي برع فيه أكثر من المجالات الأخرى فقد نصحه معلموه بالتركيز عليها. وفي هذا السياق أخبرنا مبارك أنهم كانوا يدخلون صفوفهم الدراسية على وقع أصوات الطبول والآلات النحاسية بعد طابور الصباح المدرسي، وأنه لطالما حلم وقتذاك أن يكون ضمن الفرقة الموسيقية العازفة بدل أن يكون مجرد منشد. كما أخبرنا أنه كان يشعر بالغيرة من الطلبة الذين أوكلت لهم المدرسة إدارة إذاعتها، فكان يتمنى لو حل مكانهم أو عمل معهم كي يحقق حلمه بالوقوف خلف الميكرفون. انجذاب لمحمد عبده وأبو أصيل ولا ينسى صاحبنا فضل الأستاذ إبراهيم أمين، معلمه في المرحلة الابتدائية، فهو الذي شجعه على الاستمرار في تعلم الموسيقى، بل جعله يغني في الصف أمام أقرانه فغنى لهم أغنية محمد عبده المعروفة «لنا الله»، علما بأنه كان منجذبا في هذه المرحلة من حياته بصفة خاصة إلى أغاني محمد عبده وأبوبكر سالم. وقتها تنبه شقيقه الأكبر راشد لموهبته الفنية فأراد منه أن يصقلها من خلال إلحاقه بمدرسة في سوق المحرق كان صاحبها يدعى «إبراهيم محرم» ويدرّس فيها الموسيقى إلى جانب الآلة الكاتبة واللغة الإنجليزية، لكن اتضح عندما ذهب مع شقيقه إلى تلك المدرسة أن صاحبها أغلق صفوف الموسيقى لعدم وجود إقبال عليها. بعد الابتدائية انتقل مبارك سنة 1969 للدراسة في مدرسة طارق بن زياد الإعدادية في شرق المحرق. ومن ذكرياته التي لا ينساها في هذه المدرسة ما حدث له في الصف الثاني إعدادي حينما دخل عليهم مشرف المدرسة الأستاذ أحمد النعيمي ليخبرهم بأن من يريد تعلم الموسيقى عليه الذهاب إلى مدرسة عمر بن الخطاب لتسجيل اسمه بعد الظهر. عن هذه الواقعة، التي غيرت مجرى حياته، كتب مبارك في كتاب «الأوتار سلم المايسترو» آنف الذكر أنه كان من بين أوائل من سجلوا أسماءهم، وأنه خاض الامتحان بثقة أمام لجنة الفحص والاختيار التي كانت مكونة من الأستاذ جاسم العمران (شقيق أحمد العمران مدير المعارف الأسبق) وأستاذ الموسيقى السوري الجنسية «ميشيل إلياس عوض»، حيث عزف أمامهم على آلة العود مع أخذ الوضعية الصحيحة. قراءة النوتة في هذه المرحلة واجه مبارك تحديات جسيمة لجهة تعلم العزف على العود بالنوتة الموسيقية على يد الأستاذ ميشيل إلياس، لكنه لم ييأس واستطاع أن يتغلب عليها بالإصرار ومقابلة التحدي بالتحدي. فقد كانت نظرة المجتمع المحافظ للصغار الذين يتعلمون الموسيقى متخلفة، وكان والداه أيضا لا يستحسنان الأمر، كما كان أستاذه ميشيل يقيم في منطقة القضيبية بالمنامة فكان عليه الانتقال من مسكنه بالمحرق إلى المنامة عبر استخدام أكثر من وسيلة مواصلات وأكثر من محطة انتظار بكل ما كان يرافق العملية من إرهاق صيفا وشتاء. علاوة على ذلك كان موقف زوج خالته من عزفه على العود واختلاطه مع الكبار في دور الطرب الشعبية موقفا عدائيا وصل إلى حد البحث عن عوده لتحطيمه، وهو ما واجهه الطفل مبارك آنذاك بالبكاء والإضراب عن الطعام. بعد أن أتقن مبارك العزف على العود اتجه إلى التلحين من خلال الاهتمام بالموروث الشعبي وقد ساعده في ذلك وجود مخزون كبير من الأغنيات والنصوص الشعبية، ووجود دور الطرب الشعبية المحاطة بمسكنه، فاهتم بالاستماع إلى أعمال الفنان الراحل عيسى جاسم التي كان يؤديها المطربان إبراهيم حبيب وأحمد الجميري وتأثر بها كثيرا. وحينما انتقل للدراسة بمدرسة الهداية الخليفية الثانوية زاد ولعه واهتمامه بالموسيقى والتلحين بدليل انضمامه آنذاك لفرقة الموسيقى بالمدرسة التي كانت تشارك في حفلات عيد العلم، ثم بدليل مسارعته للانضمام إلى الفرقة الموسيقية التي شكلها الدكتور فوزي أمين والتي كانت تشارك في حفلات الأندية كعازف على العود ومدرب لأعضائها. «الأنوار» والفرص الذهبية ومن الأشياء التي يتذكرها مبارك عن مرحلته الثانوية أنه درس مادة الموسيقى على يد الأستاذ محمد جمال، أول خريج بحريني حاصل على دبلوم الموسيقى من معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، فكان جمال مثله الأعلى، بل طمح إلى أن يصبح مثله ذات يوم. كما يتذكر أنه، وهو على مقاعد الدراسة الثانوية، انضم إلى فرقة الأنوار الموسيقية بالمنامة التي رحبت به كعازف على العود، فرافق الفرقة في كل حفلاتها واتخذ مقعده في الصف الأول رغم صغر سنه مقارنة بأعمار أعضاء الفرقة الآخرين. وفي هذه الأثناء حث زملاءه بتنفيذ أغان خاصة بهم بدلا من ترديد أغاني الآخرين، بل قدم لهم ألحانا كان قد صاغها بنفسه. وكان أول أغنية من ألحانه، سجلتْ في القاهرة بمصاحبة الفرقة الماسية في 20 مايو 1972، أي عندما كان الرجل في الصف الأول ثانوي، وهي أغنية «حناج ورق» التي أداها الفنان يعقوب بومطيع فاشتهرت واشتهر مطربها ولفتت الأنظار في كل الخليج ولاسيما في الكويت التي كانت آنذاك تحتل موقع الصدارة في المجال الفني خليجيا باستوديوهاتها وفرقها الموسيقية وإذاعتها المسموعة. بين الطب والموسيقى أنهى مبارك مرحلة دراسته الثانوية بتفوق ومجموع يؤهله للقبول بكلية الطب. وهنا بدأ الصراع بينه وبين أسرته التي أرادته طبيبا تفتخر به، بينما كان هو متعطشا لدراسة الموسيقى في أرقى معاهدها. لكن إصراره وقتاله من أجل تحقيق حلمه جعل الكل يرضخ في نهاية المطاف. ومن حسن حظه أن وزارة الإعلام آنذاك كانت قد خصصت بعثات لدراسة الموسيقى والمسرح في القاهرة، فتقدم لها ونجح في الحصول على إحداها بعد الاختبار. من القاهرة إلى «موسيقى الشرطة».. فصل إبداعي جديد وصل مبارك إلى القاهرة للمرة الأولى في حياته قبل حرب أكتوبر، وتحديدا في أغسطس 1973، وكان وقتئذ لا يعرف في مصر سوى مواطنه الفنان أحمد الجميري الذي كان يدرس هناك، والذي ساعده في القبول بمعهد الموسيقى العربية وساعده أيضا في إيجاد مسكن له ولزملائه المبتعثين معه بمنطقة الدقي. ورغم أن المعهد المذكور ألحقه مباشرة بالسنة الثالثة بصورة مبدئية في أعقاب إمتحانات القبول التقليدية، إلا أن مبارك لم يدرس فيه سوى يوما واحدا لأنه علم من أحد الطلبة البحرينيين (حسين الموسوي) بوجود معهد آخر أفضل لتدريس الموسيقى العالمية وليس الشرقية وهو المعهد العالي القومي للموسيقى (الكونسرفتوار) بمنطقة الهرم فنقل إليه أوراقه في اليوم التالي، حيث رحبت به عميدة المعهد الدكتورة سمحة الخولي ورئيس قسم التأليف والنظريات الأستاذ جمال عبدالرحيم. لقد شكل هذا التطور منعطفا هاما جديدا في حياته. فالقاهرة بأجوائها الثقافية وألقها الفني المشهود، ومعهد الكونسرفتوار بكبار أساتذتها من الموسيقيين والعازفين أتاحا له الغرف دون حدود من كل معين ثقافي، والتعرف على كل نماذج الفن الرفيع. وهكذا أنهى مبارك دراسته في مصر سنة 1981 بحصوله على بكالوريوس في التأليف والنظريات بتقدير امتياز، ليعود إلى أحضان وطنه باحثا عن عمل. وعلى الرغم من العروض التي أتيحت أمامه للعمل في وزارتي الإعلام والتربية، إلا أنه استجاب لطلب وزير الداخلية آنذك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الذي كان قد قابله قبل تخرجه بعدة سنوات وطلب منه العمل في فرقة الشرطة والأمن العام الموسيقية والمساهمة في تطويرها. وقتها كان على رأس هذه الفرقة، التي تعتبر من أقدم الفرق في المنطقة كون تأسيسها يعود إلى عام 1929 على يد مستشار حكومة البحرين البريطاني تشلرلز بلغريف الذي رعاها شخصيا وقام بتعليمها النوتة الموسيقية وتزويدها بالآلات النحاسية، العقيد محمد صدقي عياش فتم تعيين مبارك نائبا له من بعد اجتيازه لدورة عسكرية استغرقت 6 أشهر. وفي عام 1998 أحيل العقيد العياش على التقاعد وحل مبارك مكانه قائدا للفرقة. لكن قبل هذا، وتحديدا في عام 1988 حصل مبارك من وزارة الداخلية على بعثة دراسية إلى بريطانيا مدتها سنة وغرضها الحصول على شهادة قائد موسيقى. وبالفعل سافر إلى بريطانيا وحصل على الشهادة المطلوبة بتقدير امتياز، لكنه بدلا من أن يعود طلب من وزارة الداخلية تمديد فترة ابتعاثه لمدة سنة أخرى كي ينال شهادات عليا أخرى في مجال الموسيقى العسكرية والموسيقى العالمية، فكان له ذلك، حيث عاد إلى البحرين في عام 1990 وفي جعبته 4 شهادات لم يسبق لأي طالب خارج بريطانيا ودول الكومنولث أن حصل عليها في مجال قيادة الفرق الموسيقية. وقد اشتملت هذه الشهادات على: شهادة مدير موسيقات من المدرسة الملكية البحرية للموسيقى KENT (ديسمبر 1990)، شهادة زمالة الكلية الملكية للموسيقى بلندن ARCM (ديسمبر 1998)، دبلوم قيادة الفرق العسكرية من الأكاديمية الملكية للموسيقى بلندن LRAM (مايو 1998)، ودبلوم المدرسة الملكية البحرية للموسيقى KENT (إبريل 1998). وكنوع من التقدير والتكريم لهذه الإنجازات تمت ترقيته بعد عودته من بريطانيا من رتبة نقيب إلى رتبة رائد ثم توالت الترقيات بعد ذلك مع كل إنجاز جديد باسم البحرين. صنع الفارق في فرقة «الأمن العام» وحصد الجوائز لكن كيف وظف مبارك تميزه وتفوقه وتحصيله العلمي الرفيع في الارتقاء بفرقة موسيقى الشرطة والأمن العام. يجيبنا بنفسه في الصفحة 66 من كتاب «الأوتار سلم المايسترو» قائلا: «بعودتي، ووضعي خبرتي وعلمي في عملي، ازداد نشاط الفرقة وتميز أداؤها المتقن في كل المحافل، ولم نكتف بذلك بل وسنحت الفرصة لنا للمشاركة في المهرجانات العالمية وكان استعدادنا لها ممتازا (...) فحازت الفرقة على أفضل المراكز وأهمها بين أهم الفرق العالمية وخطفت الأنظار وأصبحت سفيرة للفرق الموسيقية العسكرية العربية». بقي أن نقول إن مبارك سافر في دورات دراسية إلى دول غير مصر وبريطانيا، مثل الولاياتالمتحدة واليابان والنمسا والسويد، وشارك في العديد من ورش العمل مع كبار القادة الموسيقيين العالميين، وحضر العديد من مؤتمرات الجمعية العالمية للفرق السيمفونية وموسيقى آلات النفخ، وساهم في العديد من الملتقيات الخاصة بالموسيقى التقليدية والموسيقى العربية، وتواجد كقائد لفرقة شرطة البحرين في العديد من المهرجانات التي أقيمت في الولاياتالمتحدة وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا وغيرها. كما لا تفوتنا الإشارة في هذا السياق إلى المناسبات التي كرم فيها. فقد تم تكريمه بدار الأوبرا المصرية في 2016 بمناسبة اليوبيل الفضي لمهرجان الموسيقى العربية ضمن 16 شخصية عربية ساهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والبلاد العربية، وتم تكريمه عام 2016 على مسرح البحرين الوطني بمناسبة اليوبيل الفضي لمهرجان البحرين الدولي للموسيقى وذلك لقيادته فرقة موسيقى الشرطة وتقديمه أعمالا سيمفونية لبتهوفن وشتراوس وتشايكوفسكي، وتم تكريمه في اجتماع وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون المنعقد بالبحرين سنة 2013، وتم تكريمه بمنحه «قيثارة دلمون للإبداع» على هامش مهرجان البحرين الدولي للموسيقى عام 2007، وتم تكريمه في البحرين في عام 2002 من قبل المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية. * أستاذ العلاقات الدولية مملكة البحرين