* لم أغامر بنزولي للشارع.. لست أغلى من المواطنين * شكلنا لجانا لحصر الأضرار وتقدير التعويضات * سنعالج الأحياء العشوائية دون إزالة * مليار ريال لمشاريع السيول والإنجاز قريباً ما إن هبت عاصفة «الخميس الماضي» على مدينة بريدة في القصيم وتبعتها أمطار غزيرة، وما خلفته من أضرار على بعض الممتلكات، إلا وبدأت أصابع الاتهام تتجه صوب «الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، باعتبارها المسؤول الأول عن التنبؤات بحالة الطقس، ولسان حال الجميع يتساءل عن السبب في عدم قيامها بمسؤولياتها في التبليغ المبكر لإعداد خطة الطوارئ والتحسب لأي كارثة. وإزاء مسارعة الأرصاد بتبرئة نفسها من أي تهمة بتأكيدها على إطلاقها تحذيرات مسبقة، باتت الأصابع تتجه إلى أمانة القصيم ودورها المسبق في توفير الحماية من أضرار السيول والأمطار، خاصة بعدما أعلن الدفاع المدني بالمنطقة حجم الأضرار، مؤكدا مباشرته 660 بلاغاً، وتلقيه 629 بلاغاً عن تضرر مركبات، و20 موقع تجمع مياه، و11 بلاغاً لمداهمة السيول للمنازل، إضافة إلى إخلاء 19 منزلاً، وإيواء 143 شخصاً في محافظتي بريدة والرس. ولأن كل جهة باتت تضع المسؤولية على الجهة الأخرى، كان لزاما على «عكاظ» أن تحسم الأمر، بوضع كافة تساؤلات أهالي المنطقة على طاولة المسؤول الأول عن منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود ليضع الأمور في نصابها، ويحسم الجدل في الشارع القصيمي، خاصة أن تواجده الميداني في شوارع بريدة وقت الحدث شكل انطباعا جيدا لدى الكثير من المتابعين. ولم يتردد الأمير فيصل بن مشعل في الترحيب بكافة التساؤلات، والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه، وتوضيح الصورة بكل تفاصيلها بلا رتوش، فكان الحوار التالي: سألناه في البداية: • ما الذي حدث في القصيم الخميس الماضي؟ •• الحمد لله كانت أمطار خير وبركة، وما حدث تحديدا كان في أحياء عشوائية كما هو موجود في كل مدينة، تعرضت هذه الأحياء إلى تجمعات لمياه الأمطار ولم يكن لها توقعات بشكل كبير، والكمية التي هطلت وما صاحبها من رياح وعواصف تعد سببا لما حدث. • هل كان هذا الأمر متوقعا، وهل بلّغت الأرصاد عن المتغيرات المناخية المرتقبة؟ •• الأرصاد تعتمد على توقعات وتبلغ الدفاع المدني والجهات المعنية، ولكن ليست هناك قوة توازي قوة رب العالمين، المتغيرات الجوية يمكن ذكرها والتنبيه بأنه ستحدث أمطار لكن يأتي أضعافها عشرات المرات، ولا بد أن نأخذ بمنطق العقل، الأرصاد لا تحمي من إرادة الله سبحانه وتعالى، هي تعطي توقعات لكن لا تستطيع أن تعطي قوة الرياح القادمة أو حجم الدمار أو حجم الآثار السلبية التي ستقتلع الأشجار أو خلافه، لا تستطيع أبدا. • وهل نبهت الأرصاد إلى ما سيحدث وبلغت عنه فعليا؟ •• الأرصاد بلغت، وكانوا متعاونين، لكن هذه إرادة رب العالمين، وهي مهمتهم «توقعات»، ولا يمكن إعطاء الحالة كما يمكن أن تقع، لسنا الوحيدين على وجه الأرض الذين تحدث عندهم عواصف أو متغيرات مناخية، هذه تحدث في بلدان أخرى، هناك دول أوروبية وأمريكا والخليج وغيرها يأتي طوفان وسيول أحيانا وأضرارها كبيرة، ونتذكر تسونامي اليابان وما نجم عنه وما حصل في دول أخرى. • وهل تعتقدون أن الوضع يوم الخميس كان طبيعيا في القصيم؟ •• نحن لا نستكثر مثل هذا الأمور ونكبر من حجمها ونبالغ في إظهارها بشكل كبير، الأمور طبيعية والعواصف القوية تأتي لكل بلدان العالم، والأرصاد لها توقعاتها وتصل لكل منطقة، لكننا يجب أن نؤمن بأنه ليست هناك أقوى من إرادة وآيات الله سبحانه وتعالى في الرياح والأمطار وتجمعات السيول. استعداداتنا متكاملة • هل كنتم مستعدين لمواجهة الأمطار والسيول؟ •• لدينا استعدادات متكاملة تشارك فيها كافة القطاعات، والدليل على جاهزيتنا أنه خلال 24 ساعة تم شفط المياه من الشوارع وكافة المواقع التي شهدت تجمعات مائية. مشاريع درء السيول معتمدة • هذه ليست المرة الأولى في القصيم، أين مشاريع درء السيول؟ •• المشاريع تسير بشكل طيب، والحكومة لم تقصر في هذا الجانب، وتم اعتماد مشاريع كبيرة لتصريف السيول بأكثر من مليار ريال لمدينة بريدة، ويجري تنفيذها على قدم وساق، لكن كما تعرف المشاريع تحتاج وقتا في الترسية والتنفيذ ومن ثم الإنجاز. • كم مضى من الوقت بين السيول السابقة وما خلفته أمطار الخميس الماضي؟ •• 3 سنوات، وتم بعدها اعتماد مشاريع من قبل الحكومة لتصريف السيول، وهي الآن تسير على أكمل وجه، ويتم تنفيذها من قبل أمانة المنطقة، وكذلك مشاريع تصريف السيول من قبل إدارة المياه، والمشاريع تسير بشكل متميز. لا عوائق أمام المشاريع • هل هناك عوائق تحول دون تنفيذ مشاريع تصريف السيول؟ •• المسألة تحتاج إلى وقت لإنجاز المشاريع، ولا توجد لدينا معوقات، لدينا موافقات ومبالغ معتمدة، وعالجنا الكثير من السلبيات في السابق، وحال اكتمالها ستكون من أفضل المشاريع التي تنفذ. • هل نفهم سمو الأمير أن الحالة المطرية كانت محدودة، وكيف تم التعامل معها؟ •• العواصف والأمطار أحدثت تجمعات للمياه في الأحياء العشوائية، وهناك تجمع للمياه في طريق الملك عبدالعزيز في بريدة، وهذا المشروع من ضمن المشاريع التي تم طلبها لدرء السيول منذ 3 سنوات، وكما أسلفت يجري تنفيذه. ليست كارثة ولم يغرق أحد • هناك من تناقل الحدث واعتبره كارثة.. كيف تعلقون؟ •• ما حدث في بريدة تحديدا يختلف جذريا عما حدث في جدة، والتجمعات للمياه محدودة، ولم تتعطل المركبات، وتم تحويل مسارات الطرق لتلافي تلبك الحركة، وهذا من باب الحيطة والحذر والمحافظة على سلامة سالكي الطرق، وما حصل كما أشرت عاصفة مع كبر حجم البرد، أما التصريف فقد تم في وقت قياسي، ولم تحدث أضرار في محافظات المنطقة، عدا الآثار من قوة الرياح ولم نبلغ بأي خسائر بشرية ولله الحمد. • ما هو حجم الضرر الذي رصدتموه من جراء عاصفة الخميس؟ •• الأضرار انحصرت في بعض واجهات المحلات التجارية والمركبات من جراء سقوط الثلوج (البرد) وسقوط بيوت شعر من قوة العاصفة وأشياء اعتيادية من تغيرات الرياح، ونعتبر ما حدث هو قضاء وقدر. • هل سيتم تعويض المتضررين، ومتى؟ •• هناك لجان شكلت للتعويضات التي نص عليها النظام، والدفاع المدني استقبل جزءا منها، وهناك مقار إضافية بدأت أمس (الأحد) في بريدة لاستقبال المراجعين. • وهل من حلول سريعة في الخطوة القادمة لتلافي أي تداعيات؟ •• سوف نركز في الأيام القادمة على سرعة إنجاز المشاريع وحمايتها من التعثر، ونؤكد عليها ومواصلة أعمال الجهات المعنية بأسرع وقت، وبوتيرة متسارعة تضمن الجودة والفاعلية واتخاذ إجراءات الحلول المؤقتة لتفادي مثل هذه الظروف التي وقعت، والتأهب لأي متغيرات مناخية قد تحدث في أي وقت وفي أي بلد. حقيقة نزولي للشوارع • نزولكم للشوارع وقت هطول الأمطار، قوبل من الكثيرين برضا وتقدير، فيما اعتبره البعض أقرب إلى المغامرة في ظل حالة طقس غير معروفة المعالم، إلى أي مدى وقفتم على حقيقة الوضع؟ •• نزلت للشارع وحرصت على قيادة سيارتي بنفسي وبرفقتي وكيل الإمارة وأمين المنطقة لتلمس الواقع بنفسي، وهذا واجبي وواجب كل مسؤول، وأنا لا بد من تواجدي الميداني، هناك مواطنون وشعب عزيز وغال في الشوارع من أصحاب الأحياء أو سالكي الطرق، وأنا واحد منهم، ليس هناك فرق بيني وبينهم. كما أنني أتيت إلى القصيم لخدمتهم ولست بأغلى منهم وقيادتي للسيارة بنفسي وقت المطر ليست مغامرة، بل هو استشعار للأمانة التي ألقيت على عاتقي وإبراء للذمة بقسم أديته أمام سيدي خادم الحرمين الشريفين، هذا هو الواجب المحتم عليّ تجاه الأمانة التي في عنقي، ويجب أن أكون في هذا الموقف وهذا واجب كل مسؤول. • ولماذا قدت السيارة بنفسك دون سائقك؟ •• قدت السيارة بنفسي استشعارا للمسؤولية، وليست بقصد الذهاب لموقع دون الآخر، الظرف طارئ ورغبت أن أباشر بنفسي مواقع تجمعات المياه وتلمس احتياجات المواطنين والصعوبات التي تواجههم، ولم يكن بترتيب أو هدف معين، نزلت للشارع والتقيت الناس واستمعت لمطالبهم وبالذات في تلك الأحياء العشوائية، مطالبهم انحصرت في تصريف السيول، وأبلغتهم بأننا نسير في هذا الاتجاه لخدمتهم، ولم يأتنا مواطنون من أحياء أخرى، لأنه لا توجد لديهم أضرار. إعادة نظر في «العشوائيات» • وكيف ستتعاملون مع هذه الأحياء العشوائية، هل ستتم إزالتها؟ •• هناك فريق عمل سيتم تشكيله لإعادة النظر في وضع هذه الأحياء العشوائية ومعالجتها مع الجهات المعنية، ولن تكون هناك إزالة، وكما عولجت أحياء في مناطق أخرى سنعمل في اتجاه التطوير الذي يراعي مصالح المواطنين دون أن يلحق الضرر بهم. • هل ستقودكم هذه الحالة إلى إعادة النظر في وضع الأحياء الجديدة؟ •• بالتأكيد، الأحياء العشوائية تفتقد البنية التحتية، وهذه المواقع فتحت أمامنا نوافذ لاتخاذ القرار والرفع من قبل الإدارات الحكومية للوزارات المعنية لرصدها في الميزانيات ووضعها في الحسبان للمخططات الجديدة والأمور تسير على أكمل وجه. • كيف تعاملتم مع الأخبار ووسائل الإعلام للاستماع إلى مطالب الناس أو ملاحظاتهم؟ •• نحن نستمع لمطالب الناس بشكل مستمر وليس فقط في مثل هذه الظروف، أبوابنا وقلوبنا مفتوحة، ومكاتبنا لمطالب المواطنين بصفة دائمة، وأتابع بشكل مستمر ما يرد في وسائل الإعلام، الكلمة أمانة، ويجب نقلها بعقلانية ومصداقية، وأطمئن الجميع بأن الأمور مطمئنة ولا يوجد ما يقلقهم، وأقول دائما تفاءلوا بالخير، ونسأل الله أن يحفظ البلاد ويديم عليها الأمن والأمان، وأكرر القول إن الأمطار خير وبركة. • ما الذي تريده من المواطن في مثل هذه المتغيرات المناخية؟ •• أتمنى من المواطن الوعي الكافي والبعد عن المخاطرة وقت الأمطار، خصوصا مواقع السيول وتجمعات المياه واتباع إرشادات الدفاع المدني والجهات المعنية التي تعمل من أجل راحتهم وسلامتهم.