أسدل الستار على النسخة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين، بتتويج الهلال بطلا للمرة الثانية على التوالي، وال15 في تاريخه، والرابعة على مستوى دوري المحترفين. ونجح الهلال منذ نهاية الجولة ال4 بالتشبث بالصدارة، ولم تفلت منه حتى نهاية الدوري، رغم محاولات الوصيف الأهلي الاقتراب تارة والابتعادة تارة أخرى، وقد ساعده على ذلك تعثرات الزعيم المتتالية، خصوصا بعد خسارة نهائي آسيا أمام أوراوا الياباني في شهر نوفمبر من العام الماضي. وعلى الرغم من البداية المتعثرة للأهلي والممتازة للهلال الذي ابتعد نقطيا بفارق 7 نقاط تقريبا عن الأهلي، حتى ظن الجميع أن الدوري سيحسم للأزرق منذ وقت مبكر. إلا أن تعثر الزعيم في عدة مباريات، واستعادة الراقي توازنه قلص الفارق بين المتصدر والوصيف لنقطة واحدة، لكن الأهلي فشل رغم هذا الفرق البسيط في تحقيق فوز يقربه من لقب الدوري على الهلال، في المباراة التي جمعت الفريقين السبت الماضي بملعب الجوهرة في جدة، وانتهت سلبية ليتأجل الحسم حتى الجولة الأخيرة، الذي حسمه الزعيم بفوز عريض على ملعبه الجديد بجامعة الملك سعود، برباعية مقابل هدف للنموذجي. وفي قراءة رقمية لمسيرة الفريقين في الدوري فإن الزعيم كسب الدوري بالدفاع القوي والمواجهات المباشرة مع الوصيف خصوصا، والفرق الكبيرة عموما، على الرغم من التفوق الأهلاوي كما وكيفا على مستوى القوة الهجومية ومواجهات الفرق المتوسطة والصغيرة. وطبق الهلال قاعدة الدفاع القوي يجلب البطولات في النسخة الحالية من الدوري، إذ لم تهتز شباك الهلال في 26 مباراة سوى 23 مرة، فيما حافظ على شباكه نظيفه 8 مرات، في وقت سجل الهلال أضعف رقم تهديفي له منذ سنوات بتسجيله 47 هدفا فقط متساويا مع النصر كثاني أقوى خط هجوم. ويلاحظ عند بطل الدوري غياب النجم السوبر على مستوى الصناعة والتهديف، فأكثر لاعب سجل أهدافا للهلال هو المهاجم الفنزويلي ريفاس ب7 متساويا مع المهاجم السوري عمر خربين الذي سجل هاتريك في مباراة الفتح، ثم البرازيلي كارلوس إدواردو الذي غاب عن الدوري بعد الجولة 9 لإصابته بالرباط الصليبي وكان قد سجل حينها 6 أهداف، فيما تناوب على تسجيل أهداف الأزرق 17 لاعبا. أما على مستوى الصناعة فإن 19 لاعبا تناوبوا على صناعة أهداف الزعيم تصدرهم المحترف السوري عمر خربين ب5 تمريرات حاسمة، ثم سلمان الفرج ب4 تمريرات حاسمة. وبلغ عدد الأهداف التي سجلها اللاعبون المحليون للهلال 20 هدفا، فيما هز أجانب الزعيم شباك الخصوم 27 مرة، ويبدو تفوق المحليين على الأجانب في الصناعة واضحا، إذ صنع أجانب الهلال 13 هدفا فقط، فيما مرر المحليون 22 تمريرة حاسمة، ليكون إجمالي مساهمة أجانب الأزرق في إجمالي الأهداف 40 صناعة وتسجيلا، مقابل إسهام المحليين ب42 هدفا. وسجل لاعبو الهلال في إجمالي مبارياته بالشوط الأول 19 هدفا، بينما سجلوا في الشوط الثاني 28 هدفا، أما على المستوى الدفاعي فقد اهتزت شباك الزعيم بالشوط الأول 11 مرة، فيما ولج 12 هدفا بمرماهم في الشوط الثاني. وفي الوقت الذي يتفوق الأهلي نقطيا بمباريات الفرق المتوسطة والصغيرة بتحقيقه 43 نقطة، فإن الهلال على العكس يتفوق في مجموعة مواجهة الفرق الكبيرة بحصده 14 نقطة من 8 مباريات، إذ فاز ب3 وتعادل في 5 مسجلا 11 هدفا، بينما اهتزت شباكه 7 مرات. وجمع الهلال نقاطا أقل من الأهلي في مواجهات الأندية المتوسطة والصغيرة ب42 نقطة من 13 فوزا و3 تعادلات، فيما سقط بفخ الخسارة مرتين، وسجل لاعبوه 36 هدفا، بينما اهتزت شباكه 16 مرة. بيد أن الكلمة الفصل التي منحت الهلال التفوق والتقدم النقطي على الأهلي وبالتالي الفوز بالدوري، هي المواجهات المباشرة إذ حصد الزعيم 4 نقاط أمام الراقي بفوز وتعادل رجحا كفته في سلم الترتيب وساهما في حصده لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي وال15 في تاريخه.