نكأت حادثة وفاة فتاتين وشاب إثر انقلاب مركبتهم في الجبل الأسود بمحافظة الريث شرق جازان أخيرا، جراح كثير من الأهالي الذين يتملكهم الخوف كلما عبروا طرقه، لافتقادها السفلتة والصيانة ووسائل السلامة، مطالبين بتدارك الأمر وحقن دماء العابرين التي تراق عليها بغزارة، بتزويدها بالمصدات على جانبيها، لتحمى المركبات من الوقوع في المنحدرات الخطرة، إضافة إلى شق طرق آمنة في الجبل. وشدد محمد الريثي على أهمية إنشاء طرق في الموقع تناسب المناطق الجبلية العالية، ووضع مصدات مانعة للانقلاب على الطرق حفاظًا على أرواح المارة، لافتا إلى أن الأهالي لا يزالون يعيشون على وقع فقدهم ثلاثة من أبنائهم أثناء عودتهم من المدرسة بسبب سوء الطرق. وقال الريثي: «للأسف الموت يكمن في زوايا الجبل الأسود، ويزداد خطره يوما بعد آخر دون أن تتحرك وزارة النقل لمعالجة المشكلة»، متمنيا تدارك الوضع سريعا وإنهاء خطره. وذكر أنهم فقدوا أخيرا الطالبتين عايشة حسن قاسم العزي وشروق يحيى حسن العزي من مجمع البنات الثانوي بالريث، والطالب عيسى يحيى علي العزي من ثانوية آل مشحنة، إثر انقلاب سيارتهم من مرتفع جبلي لعدم وجود مصدات على جانبي الطريق، إضافة إلى سوء الطريق المنفذ بطريقة بدائية لا تناسب المنطقة وتشكل خطراً على سالكيها. وأشار جابر الريثي إلى أن الحاجة باتت ملحة للبدء بعمل مشروع صيانة كامل وشامل لجميع طرق محافظة الريث الترابية لصيانتها وسفلتتها، مبينا أن الجبل الأسود على وجه التحديد بحاجة لدراسة مشروع طريق جديد بتصميم آمن يضمن سلامة مواطني تلك المنطقة وزوارها نظراً لانحداراته الحادة. في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان المقدم يحيى القحطاني، أن انقلاب السيارة التي توفي فيها ثلاثة أشخاص (فتاتان وشاب) عبارة عن انقلاب سيارة من نوع جيب تويوتا بمنحدر جبلي وعر على بعد 600 متر. بينما أكد مدير إدارة الطرق والنقل بجازان المهندس قاسم غزواني ل«عكاظ»، أن موقع الطريق الذي شهد حادثة وفاة ثلاثة أشخاص بالجبل الأسود «يحتاج حماية، وتم تعميد مقاول الصيانة بالبدء بتنفيذ حماية للموقع».