في ثاني حوار له أمام الفرنسيين حول الضربة الثلاثية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد نظام بشار فجر السبت الماضي، برر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شن الضربة التي استهدفت مواقع إنتاج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، مبينا أن «التدخل في سورية مشروع، لكن الضربة لا تعني إعلان الحرب على النظام السوري، وإنما تأديب لبشار الأسد». وأكد ماكرون لمناوئيه أن ضربات الحلف الثلاثي على المواقع العسكرية للنظام حددت بدقة وبإحكام، وقد دمرت قدرة الأسد على إنتاج الأسلحة الكيميائية، لافتا إلى أن فرنسا لا تسعى لأن تكون شرطي العالم». وردا على سؤال حول إمكان «صنع السلام» من خلال الانخراط في «ضربات جوية»، رد ماكرون أن «فرنسا لم تعلن الحرب، لقد عملت ببساطة لضمان أن القانون الدولي لن يبقى حبرا على ورق، وأن تكون قادرة على القول بأن الديموقراطيات ليست إلى جانب الضعيف». وأوضح الرئيس الفرنسي أن «العملية جرت بشكل مثالي»، إذ جرى استهداف 3 مواقع للإنتاج والمعالجة الكيمياوية، إذ تقاسم التحالف العمليات فتكفلت الطائرات الفرنسية بموقع وتكفلت الطائرات الأمريكية بثاني موقع واشترك التحالف الثلاثي في تدمير الموقع الثالث، وقد أصابت الصواريخ أهدافها. وأبدى ماكرون رضاه عن الضربات، قائلاً: «لا توجد إصابات لا من الجانب السوري ولا من الجانب الروسي، وهذا بالضبط ما أردنا القيام به»، موضحا أن فرنسا حصلت على دلائل وقرائن من قبل المخابرات الفرنسية وحلفائها أن نظام بشار الأسد استعمل الكلور في الغوطة الشرقية. وعن سؤال حول التدخل العسكري دون اللجوء للأمم المتحدة وتحول فرنسا إلى شرطي العالم، شدد الرئيس الفرنسي على أنه إلى جانب العمل العسكري، فإن فرنسا تعد البلد الأكثر نشاطا في الأشهر الأخيرة في المجال الدبلوماسي. وقال: «إن الحوار لن يتوقف مع موسكو الداعمة للأسد، وهدفي هو أن أتمكن على الأقل من إقناع الروس والأتراك بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومن أجل هذا، يشارك الرئيس الفرنسي في سان بطرسبرج في مايو، حيث ستناقش فرنسا الموضوع ويؤكد ماكرون أنه سيقنعهم بضرورة الحوار والمرحلة الانتقالية في سورية. واتهم ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه كان «متواطئا» بشكل غير مباشر في هجمات النظام السوري، من خلال عدم مساعدته في منع انتشار الأسلحة الكيماوية. على صعيد آخر، أعلن ماكرون أمس تطابق الموقف بين بلاده والولايات المتحدة بشأن عملهما العسكري في سورية، مشيرا إلى أن العمل العسكري سينتهي في اليوم الذي يجري فيه إنجاز الحرب ضد «داعش». وقال ماكرون إثر لقائه رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا اردرن في الإليزيه: «لدينا هدف عسكري وهدف واحد: الحرب ضد داعش، والبيت الأبيض محق حين يذكر بأن الالتزام العسكري هو ضد داعش ولفرنسا الموقف نفسه». بدأت فرنسا أمس عملية إجراء سحب وسام جوق الشرف الذي منح لبشار الأسد، وفقا لما ذكره إيمانويل ماكرون لبعض الصحفيين. بينما أكدت الرئاسة الفرنسية «أن إجراءات تأديبية لسحب وسام جوق الشرف من بشار الأسد قد بدأت» وكان الرئيس السوري قد حصل على وسام الشرف، وهو أعلى رتبة تمنحها فرنسا لقادة العالم والمؤثرين، في عام 2001، في عهد جاك شيراك، حيث وصل بشار إلى الحكم في عام 2000، و كان يعتبره الجميع مصلحا في بلد كان يقوده والده حافظ الأسد بقبضة حديدية، خلال ما يقرب من 30 سنة. في عام 2010، أصدرت فرنسا مرسوما يقضي بسحب وسام جوق الشرف من كل شخص ارتكب أفعالا مخالفة للشرف. وفي شأن آخر، اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس (الإثنين) بمنظمات غير حكومية تعمل على الأرض في سورية من أجل مواجهة الوضع الإنساني، حيث خصصت فرنسا برنامج طوارئ بقيمة 50 مليون يورو.