أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمته خلال ترؤسه اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية أمس (الخميس) بالرياض، أن إيران والإرهاب حليفان لا يفترقان، فهي تقف وراء إمداد ميليشيات الحوثي التابعة لها في اليمن بالصواريخ البالستية الإيرانية الصنع التي تطلقها ميليشيات الحوثي على المدن السعودية، والتي بلغت 117 صاروخا، وأكدت بلا شك دموية أفكار مرجعيتها وتدنيها لكافة الأعمال الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار في اليمن، فيما حمل ميليشيات الحوثي الإرهابية المسؤولية الكاملة تجاه الأزمة الإنسانية التي عصفت باليمن، مؤكدا أن المملكة قامت بواجبها نحو العمل الإنساني والإغاثي، إذ دعمت البرامج الإنسانية والتنموية والحكومية والبنك المركزي اليمني خلال السنوات الثلاث الماضية بمبلغ تجاوز 10 مليارات دولار أمريكي، وتجاوز عدد المشاريع التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن 217 مشروعا، بتكلفة 925 مليون دولار. وأكد الجبير أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى ستتصدر بنود جدول أعمال مجلس الجامعة على مستوى القمة، تعبيرا عن الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما نصت عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. وقال الجبير إن المملكة تعلن عن استنكارها لاعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل، كما تشيد بالإجماع الدولي الرافض لذلك، إذ من شأن هذه الخطوة إعاقة الجهود الدولية الرامية لتحقيق إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وحول الأزمة السورية، ذكر الجبير أن الشعب السوري المظلوم يكتب فصلا جديدا من فصول معاناته مع العدوان الغاشم الذي تغذيه قوى الشر والإرهاب، مؤكدا دعم السعودية مجدداً للشعب السوري الشقيق. وأشار الجبير إلى أن إعادة إعمار العراق فرصة لا بد من استثمارها من أجل استمرار مساهمة العراق مع أشقائه في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، مذكرا أن السعودية قد خصصت مليارا ونصف المليار دولار لإعادة الإعمار، ودعم الصادرات السعودية له. وفي الشأن الليبي تطلع الجبير لأن تسهم الجهود الليبية في احتواء الأزمة من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني. من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمة له أن القمة تُعقد وما زال حال الأزمة يُمثل الصفة الغالبة على الأوضاع العربية بصورة عامة، ما مكن قوى دولية وإقليمية من التدخل في شؤون دول المنطقة بصورة غير مسبوقة، تحقيقاً لمصالحها الذاتية وبشكلٍ يؤدي إلى تعقيد الأزمات القائمة وإطالة أمدها، رغم أن الأغلبية العظمى من الدول العربية لا تواجه تهديدات أو أزمات خطيرة. كما أدان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية، المجتمعين في الرياض للإعداد للقمة العربية 29 في بيان لهم التصعيد الأخير ضد أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، الذي تجسد في استمرار ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية المصدر والصنع على أهداف ومناطق آهلة بالسكان المدنيين. وندد الوزراء بتصاعد وتيرة إطلاق هذه الصواريخ، التي كان آخرها الهجوم الصاروخي في 11 أبريل 2018، وهو ما يعد مؤشرا على وجود مسعى لتوسيع دائرة النزاع المسلح القائم في اليمن.