جاء التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي على جبهات محافظة صعدة، ليثبت ما كان الجميع يؤكد عليه وهو حتمية الحسم العسكري في حال عدم رضوخ الميليشيا الحوثية للحل السلمي، الذي يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل عمليتهم الانقلابية الغادرة. فهذا التوغل العسكري في المحافظة التي تعتبر معقل الطغمة الحوثية، ومقر الكهوف التي تواري رؤوس الكهنوت السلالي المتخلف، هو إنجاز يحسب حسابه، وله ما بعده، ونصر يجعل الحوثي يتحسس رقبته، ويدرك أن ساعة النهاية قد اقتربت، وأن قطع رأس الأفعى بات أقرب من أي وقت مضى. إن ما قامت به عصابات الانقلابيين خلال فترة تسلطها وجثومها على أنفاس اليمنيين كان أمرا لا يطاق، إذ قدم هؤلاء الطغمة من أزمان مظلمة ليفرضوا قناعاتهم على شعب يعيش في القرن الحادي والعشرين ويتوق إلى التقدم للأمام مواكبة لعصر العلم والتطور. والآن لم يبق للحوثي -وقبضة الشرعية تقترب من الإطباق عليه- إلا أن يدرك أن كل ما قام به كان أكبر الخاسرين فيه هم أتباعه، وأن محاولة إخضاع اليمن للهيمنة الإيرانية كان رهانا خاطئا، ما يجعلنا نأمل بأن تكون هذه فرصة لحقن دماء المواطنين اليمنيين المغلوب على أمرهم، وأن يستغلها الحوثي فرصة ليعلن انصياعه لمقررات الشرعية الدولية، وخضوعه لإرادة الشعب اليمني، ليرجع مكونا عاديا من مكونات الشعب اليمني، لا يتسلط على رقابهم بقوة السلاح.