• لم يدر بخلد الشارع الرياضي السعودي، بعد أن وصل إلى حالة من الأسى واليأس، على ما ظل يلازم ركائز الرياضة السعودية من أسقام مزمنة طوال السنين الماضية، أنه سيُستبدل يأسهم بالتفاؤل وأساهم بالغبطة، بعد بضعة أشهر على تعيين رائد الإصلاح الرياضي الشامل، معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، حيث باشر خلالها فتح ملفات هذه الركائز والمفاصل الرياضية الجوهرية «المعتلة»، وإخضاعها للعلاج الناجع، وقد كان كل ملف من هذه الملفات «المتورمة» لا يقل خطورة واعتلالاً وتعقيداً عن الملف الآخر، جراء التعامل معها لعقدين من السنين، عن طريق «المسكنات» التي ضاعفت من تأزم أسقامها، وأوصلتها إلى مرحلة ميئوس من شفائها، لكن بفضل الله ثم الريادة في الإدارة والإرادة، تحقق العلاج الجذري للنسبة العظمى من هذه الملفات، وما تبقى منها في انتظار آخر المراحل. •• وإذا كانت جميع الملفات التي استوفت علاجها بكل إنجاز وإعجاز، قد أبهرت وأسعدت الشارع الرياضي بشكل عام، والمعنيين بشفائها بشكل خاص، فما من أدنى شك بأن ملف الإعلام الرياضي قد حظي بأضعاف هذه المشاعر الإيجابية ليس على مستوى الشارع الرياضي فحسب، بل على مستوى شريحة من الإعلاميين الرياضيين الغيورين «بأمانة» على كل ما يخدم الصالح العام «فقط» للإعلام الرياضي السعودي. •• هذه الشريحة «السوية» من صفوة الإعلاميين الرياضيين المهنيين دبت في أعماقهم باكورة الابتهاج والرهان الوثيق على ما ستشهده هذه المرحلة النوعية من استعادة لإعلامنا الرياضي المختطف بعد طول سنين، وتخليصه من مُختطفيه والمقتاتين على حساب تشويه صورته وقيمه، وتغييب رسالته وأهدافه، أقول دبت باكورة هذه المشاعر الجياشة قبل أن يُباشر معاليه فتح ملف الإعلام الرياضي ويأمر بذلك القرار الكفيل بالتغلب على كافة أسقام الإعلام الرياضي وإعادته إلى جادة الصواب من خلال اعتماده لاستحداث الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي وانتقاء فريق عمل من أكفأ الكوادر الإعلامية لهذا الاتحاد بقيادة رجاءالله السلمي الذي لا يختلف اثنان على مهنيته ومنتهى تسامي خلقه، مما عزز من تلك المشاعر لدى تلك الشريحة الغيورة من الإعلاميين بعد أن ابتهجوا بهذه المرحلة قبل ولادتها، عن طريق ذلك الإنذار الذي أطلقه معاليه مسبقاً، محذراً بأن ما يموج به الإعلام الرياضي من انفلات تنتظره قريباً قرارات رادعة، وحين أصر بعض الإعلاميين على مواصلة نزقهم جاءهم الردع الحازم عملياً، فكانوا عبرة لمن لا يعتبر، وأصبح الجميع في الإعلام الرياضي عامة والبرامج الرياضية تحديدا، يحسب للكلمة ألف حساب حتى أصيبت المخرجات بضمور «مفتعل» وبعيد كل البعد عن ما يتطلع إليه معاليه، فداعبهم بعبارة «اهتدوا بزيادة» التي ظنها البعض عودة للانفلات. وللحديث بقية والله من وراء القصد. تأمل: الطبع يغلب التطبع