يصادف دخول شهر أبريل اليوم (الأحد) مناسبة تقليدية في مختلف دول العالم، يوم اعتاد الناس فيه الاحتفال بإطلاق النكت والشائعات والأكاذيب. «كذبة أبريل» أو «كذبة نيسان» تقليد أوروبي ظهر عندما جرى تغيير موعد بداية السنة الميلادية في القرن السادس عشر، بعد أن ظلت الكثير من مدن أوروبا تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل، في حين يبدأ احتفال نهاية الشتاء وبداية الربيع من 25 مارس إلى 1 أبريل. ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 ديسمبر. وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون «كذبة أبريل». البعض يقول إن هذه العادة بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة. وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي. ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم كذباً في أول أبريل، الكذبة التي جرت في أول أبريل عام 1860/ ففي هذا اليوم حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية «لغسل الأسود البيض» في برج لندن في صباح الأحد أول أبريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم، وقد سارع جمهور غفير من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة. ويطلق على ضحايا الكذبات بعض الأسماء، ففي أسكتلندا أطلقوا عليها ضحايا نكتة أبريل بينما استعمل الفرنسيون اسم السمكة للدلالة عليهم. صور بطاقة الدعوة لحفلة «غسل الأسود» في لندن.