ماذا تُقلبين بين يديكِ، هاتفكِ المحمول؟ ما الفرق بيننا إذن؟ أتموّج في غرفتي كنمرة، وكأن الباب يقتضي للخروج كلمة سر. بيني وبينك لم يطلعني أهلي على الطريقة. رائحة الفِرار تسطع مِن عينيكِ تقول أمي هذا رمزًا : لا تقصي شَعركِ، فطولكِ 155، لا تكثري مِن العلامات القصيرة فيكِ. : ولا تلونيه، كستنائيته الداكنة تضيء سُمرتكِ. : لا تحتاجين هاتفًا عامًا، تُهدرين في الكلام ريالاتكِ. خبئيها ليوم ك حدقتيكِ. يتهيأُ لأمي أنني سأهرب تاركة أغراضي. ما كنتُ ل أترك ملابسي/ حقائبي/ أجهزتي/ أثاثي، غير عابئة بوحدة ستهجم بعدي. وأنتِ بين ثلاثة جدران وقضبان حديدٍ تكسو وجه الرابع، لغرفة اخترتها بغير قصد. أنا لا أعرف برجكِ، ف أحدس أي فراشة في عينيكِ. وما فطنتُ شكل نبض الفؤاد في صدركِ. سمعتُ صوتكِ منذ مدة، غلفتني ابتسامة واتسعت عيناي. تعرفين؟ غمرني الرنين الودود في نبرتكِ. جبانة أنا لاقترب كيلو مترات حيث أنتِ الآن، أو مِن قبل. أرى العالم كله في قصيدة أسحبها أو تأتي بنفسها؛ إلهام السماء التي تُدرك الأعماق الطرية في وجداني. ها روحي تبذرُ كلامًا لا أدري في أي قالبٍ س يصبه عابرٌ ما. لكن قلبكِ المجرى الذي سأذهبُ إليه، وأدفعُ الجرة.