على مدى أكثر من 80 عاماً، عد السعوديون «النفط» كنزهم المخبوء في باطن الأرض، الذي كثيراً ما سألوا الله أن يطيل في عمره وبقائه، قبل أن تغير رؤية السعودية 2030، مفهومها الاقتصادي بتغيير سياستها المالية، من الاعتماد على «الذهب الأسود» كمصدر للدخل، إلى الانتفاع بمصادر الدخل الأخرى، الأمر الذي أتاح لهم اكتشاف كنزهم الجديد المشع فوق سطح الأرض، الأمر الذي يعني أن هناك صدارة جديدة تنتظر السعوديين. ودون أن يحتاج السعوديون إلى خريطة للكنز، وبلا أي كلفة للاستيراد، فالقدرة السعودية على توفير المواد اللازمة لصناعة وتطوير الألواح الشمسية وسلاسل الإمداد متوافرة في السعودية وغير مستغلة، إضافة إلى الجودة العالية في المواد المستخدمة، الأمر الذي سيجعل من كلفة الوصول إلى الكنز الجديد أقل من الكلفة التي ستحاول فيها أي دولة أخرى محاكاة الكنز السعودي الجديد، الأمر الذي يعزز منه توافر المواد الأولية المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية وموصّلاتها في المملكة، كالسليكا عالية النقاوة، والنحاس، والمواد المصنعة للبلاستيك، الأمر الذي سيعزز من الصدارة السعودية للطاقة في العالم دون أي كلفة استيراد، أو كلفة تصنيع باهظة. وأفرز توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك ماسايوشي سون، مذكرة تفاهم موسعة لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030»، التي قرر فيها الانتهاء في شهر مايو 2018 من اكتمال دراسات الجدوى بين الطرفين حول المشروع، ليتم بدء العمل في المشروع في العام ذاته، الذي سيبدأ الإنتاج الأولي للطاقة الشمسية في العام 2019. حصول السعوديين على كنزهم الجديد، سيوفر أكثر من 100 ألف وظيفة للسعوديين بحلول 2030، وتوفير 40 مليار دولار، وزيادة في الناتج المحلي بنحو 12 مليار دولار، إضافة إلى إنتاج السعودية للطاقة التي ستكون رافداً مهماً للدخل. ولن تقف فائدة السعوديين من مشروع الطاقة الشمسية الجديد على حدود ال100 ألف وظيفة فحسب، بل ستجاوز ذلك إلى تخفيض كلفة الكهرباء لهم، إضافة إلى الفرصة الاستثمارية لهم عند طرح أسهم المشروع في السوق المحلي للأسهم. الكنز السعودي الجديد الذي سيغير من مفهوم الجزيرة العائمة على بحر من النفط، إلى جزيرة الشمس والذهب الأسود، الأرض التي لن يثنيها شيء عن الوصول ل«عنان السماء» وتحقيق طموحاتها الكبرى، في تعزيز صدارتها العالمية بأن تكون «مخزن الطاقة العالمي».