أدت تصريحات وزير الطاقة خالد الفالح، على هامش زيارته لأمريكا ضمن الوفد المرافق لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بخصوص إمكانية تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط إلى 2019، إلى ارتفاع سريع في أسعار النفط حتى لامس 70 دولاراً، بعد فترة عانى خلالها من ضغوط النفط الصخرى. واتفق مختصون على وجود 4 أسباب أساسية دفعت وزير الطاقة خالد الفالح إلى العمل في هذا الاتجاه مع الشركاء من أوبك وخارجها يأتى في صدارتها؛ أن الأسعار الراهنة لاتزال أقل 40% عن أسعار 2014، كما لاتزال المخزونات مرتفعة، فضلاً عن عدم إعداد الآلية اللازمة للتعاون في المرحلة المقبلة، ووجود خلاف عند الحد الذي يمكن عنده ترك السوق دون تدخل لدعم الأسعار. من جهته، قال الاقتصادي الدكتور لؤي الطيار أن سوق النفط حالياً مختلفة عما كان عليه الوضع قبل 4 سنوات، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى على مدى التاريخ التي تظل الأسعار متراجعة طوال قرابة 4 سنوات كاملة بنسبة 40% على الأقل. وأشار إلى وجود متغيرات جديدة منها زيادة الإنتاج الصخرى بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن أمريكا تضخ 5 ملايين برميل زيادة من 2011 وحتى الآن، وهذه الكمية لم تزدها دول أوبك مجتمعة، إذ لا يزيد الإنتاج حالياً عن 33 مليون برميل مقابل 27 مليوناً قبل 10 سنوات، مشيراً إلى أن دول أوبك تجد صعوبة الآن في تحديد المقياس الذي عنده لا يمكن أن تنهار الأسعار عند الخروج من الاتفاق الراهن بحلول نهاية 2018، وأشار إلى أنه رغم تراجع المخزونات بنسبة كبيرة خلال العامين الأخيرين، إلا أن الكميات الإضافية التي تفاقم من متاعب السوق لاتزال كبيرة لاسيما في ظل وجود صعوبات في السيطرة على الإنتاج من الدول خارج أوبك. وأشار إلى أن استمرار التمديد حتى العام المقبل بات ضرورة في ظل بطء التفاعل مع الجهود الجارية لدعم الأسعار التي لم تستمر سوى أيام قليلة خلال العام الحالي فوق 70 دولاراً ثم ما لبثت أن عادت إلى مستويات ال 65 دولاراً. ومن جانبه، أشاد الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز داغستاني بالمواقف الاستشرافية السعودية لأوضاع السوق، لافتاً في السياق ذاته، إلى تقارير متخصصة حذرت من الخروج المفاجئ من الاتفاق الحالي، وأشارت إلى أنه سيؤدى فورياً إلى انخفاض قدره 10% في الأسعار. ودعا روسيا والشركاء إلى ضرورة التجاوب مع الجهود السعودية من أجل دعم الأسعار التي أثرت بشكل ملموس على اقتصاديات النفط، مما يهدد عمليات الاكتشاف والتنقيب، وقد يقود إلى ارتفاعات مفاجئة خلال عامين، وهو الأمر الذي حذرت منه تقارير نفطية موثوقة أخيراً. وأعاد إلى الذاكرة القول إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي هما وراء الزخم الذي تعيشه السوق النفطية منذ لقائهما على هامش قمة العشرين في الصين في عام 2016؛ إذ أثمر اللقاء عن اتفاق خفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً.