رأى عدد من سكان القصيم أن جمودا أصاب المرافق الصحية في المنطقة كافة، منذ ما يزيد على 20 عاما؛ إذ ظلت المستشفيات والمراكز كما هي بلا تطوير وتحديث طيلة هذه المدة، في حين تشهد محافظات المنطقة وقراها نموا كثيفا في عدد السكان. وشدد الأهالي على ضرورة أن تلتفت وزارة الصحة لمنطقة القصيم وترفدها بما تحتاجه من الخدمات الصحية، وتنشئ المرافق الطبية لمواكبة النمو السكاني فيها. وشكا ماجد الفريدي من تدني مستوى الخدمات الصحية في مستشفى البكيرية، مشيرا إلى أنه يعاني من نقص حاد في الأجهزة والكوادر الطبية؛ إذ يفتقد لطبيب قلب ومخ وأعصاب. وتساءل عن أسباب تزايد حالات الولادة بعمليات قيصرية، ما دفع الأهالي إلى مستشفيات المحافظات المجاورة بالمنطقة لحظة الولادة خوفاً من توليدهن بعمليات قيصرية بمستشفى البكيرية. وانتقد الفريدي النظام الذي طبقته إدارة قطاع الصحة في البكيرية المتضمن نقل جميع مختبرات المراكز الصحية لمركز في أحد الأحياء، وتنقل إليه جميع عينات التحاليل من المستوصفات المختلفة لفحصها، ما يؤدي إلى تأخر وصول النتائج وإرباك المرضى، وتعطيل عملية العلاج، لافتا إلى أن الشؤون الصحية في القصيم اكتفت بالبهرجة الإعلامية دون أن تقدم الخدمات المطلوبة للمواطنين. وناشد عبدالله العضيب المسؤولين في الشؤون الصحية النظر باهتمام لحاجة بريدة إلى مدينة طبية متكاملة تلبي احتياجات المنطقة والكثافة السكانية، لافتا إلى أنه لا يتوافر فيها سوى خدمات صحية متواضعة، لا تفي بالغرض، فأجبرت الأهالي على السفر لتلقي العلاج في المدن الكبرى مثل الرياضوجدة. واستاء نايف البدراني من تدني مستوى الخدمات الصحية في المملكة كافة، وفي القصيم على وجه التحديد، مبينا أنها لا تلبي احتياجات الأهالي، مشددا على أهمية التطوير ودعمها بالأجهزة والكوادر الطبية المميزة. وقال البدراني: «تعاني مرافقنا الصحية من نقص في الأسرة والخدمات المقدمة للمرضى، مع ضعف في معظم الكوادر، وتركز المميزين منهم في المستشفيات الكبرى المعروفة، أو يتم استقطابهم من قبل القطاع الصحي الخاص بمميزات أفضل مما تقدمه لهم وزارة الصحة»، لافتا إلى أن كثيرا من المرضى يصطدمون بعدم توافر أسرة داخل المستشفيات، ويتطلب ذلك البحث عن واسطة للحصول على سرير حتى ولو كانت حالة المريض حرجة وتتطلب التدخل الطبي السريع. واستغرب جمود كثير من المستشفيات دون أن يطرأ عليها أي تطوير، وبقي عدد أسرتها كما هو، منذ ما يزيد على 20 عاما، ولم تزد رغم النمو السكاني الهائل الذي تشهده المنطقة، راجيا أن تعيد وزارة الصحة النظر في الخدمات التي تقدمها للمرضى. وتذمرت هيا محمد من ضعف الخدمات الصحية في المنطقة، مطالبة بضرورة دعم قسم الطوارئ في مستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة بالكوادر ووضع كفاءات طبية تساهم في تقديم الخدمة الطبية بالشكل المأمول. ورأت أن عنيزة بحاجة إلى مشاريع صحية تسهم في تخفيف الزحام بعد تحول المواطنين إلى المستشفيات الخاصة، في ظل تباعد المواعيد، ونقص الأجهزة والكوادر الطبية. وأوضح خليفة الشلاحي أن بلدة عشيرة جنوب محافظة الرس تحتضن 7 أحياء وتزداد عاما بعد آخر، ومع ذلك تفتقد لمركز صحي يخدم السكان، لافتا إلى أن عشيرة تقع على طريق حيوي ذي كثافة سير، فضلا عن الاضطرابات الجوية، ما يحوله إلى ساحة للحوادث الخطرة التي تستدعي وجود مركز صحي يباشر الحالات في الموقع. ودعا إلى إنشاء مركز صحي يستقبل مصابي الحوادث والمرضى في المنطقة، خصوصا أنهم يقطعون مسافات طويلة لبلوغ أقرب مركز إليهم في المناطق البعيدة، ما يضاعف آلام الجرحى والمرضى، مقترحا إيجاد مركز صحي أو توفير ممرضين لزيارة البلدة أسبوعيا للتأكد من وضع الحالات الصحية للمواطنين. وأكد أن حالة كثير من المرضى تدهورت في ظل تأخر إسعافهم خصوصا المصابين بارتفاع السكري أو الضغط، ملمحا إلى أن الوضع يتفاقم في فصل الشتاء. وأشار سالم الشلاحي إلى أن عشيرة تحتضن ما يزيد على ألف نسمة، وهي في نمو متواصل، مبينا أن ملفاتهم الصحية تنتشر في مراكز محافظة الرس، لافتا إلى أن معاناتهم مع غياب الخدمات الصحية تتفاقم منذ ما يزيد على 30 عاما، دون أن توجد لها الحلول. وحين تواصلت «عكاظ» مع المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في القصيم أحمد البلهان لنقل شكوى الأهالي له من نقص الخدمات، لم يرد حتى إعداد هذا التقرير.