أثبت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وقوفه وبقوة في وجه عربدة النظام الإيراني، الذي أشعل الحروب في المنطقة، وأجج الصراعات، ودعم الأحزاب والميليشيات الإرهابية، في محاولة لتحقيق آماله التوسعية المذهبية والعنصرية، التي تنبذها كل شعوب العالم. ومن واشنطن، وخلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وعبر محادثات تاريخية ستصوب كثيرا من الأوضاع في المنطقة والعالم، يؤكد ولي العهد أنه قادر على إنهاء الهيمنة الإيرانية المزعومة، وتقليص نفوذها، وحماية دول المنطقة من غطرستها الوهمية، وإطفاء نار الحروب التي أشعلتها في محاولة للإبقاء على أجندتها الإرهابية التي أصبحت مفضوحة الأهداف. هذا الدور الذي يلعبه باحترافية الأمير محمد بن سلمان، لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة لعدالة المطالب السعودية المحقة، الرامية إلى إنهاء كل ما يهدد الأمن والسلم في المنطقة، ومن الدور الريادي للمملكة، بصفتها قائدة للعالم الإسلامي، ومكانتها الدينية، التي استثمرتها لما يهم الشعوب، ومن ذلك محاربة الإرهاب، وكان نهجها في ذلك محل تقدير عالمي. إضافة إلى نجاح الأمير الشاب في إقناع العالم وتحديدا الإدارة الأمريكية، أن إيران تشكل خطرا ليس على المنطقة فحسب، وإنما للعالم أجمع، وأنها إن استمرت في سياساتها العدوانية، ستزيد العالم دمارا، والشعوب معاناة، وهو ما لا يمكن أن يستمر مهما كان ثمن المواجهة مع نظام «الملالي». أمس الأول (الثلاثاء)، تابع العالم اللقاء التاريخي بين ولي العهد والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ووقف احتراما لقائد عربي، يؤكد من قلب واشنطن، أن بلاده ستستمر في دعم السلم العالمي، وفي المقابل مواجهة كل من يحاولون زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وهو ما أكده أيضا الرئيس ترمب، في إشارة إلى تطابق وجهات النظر بين الدولتين اللتين ثبت تأثيرهما على إعادة صياغة المشهد ليس في المنطقة فحسب، وإنما على الخريطة العالمية، وفي جميع الأحداث والصراعات. نجح ولي العهد الذي أطل على العالم من قلب البيت الأبيض متفائلا، وبابتسامته المعهودة، في توجيه رسالة إلى النظام الإيراني مفادها: «الكف عن دعم الملالي للإرهاب وأذرعه في لبنان والعراق واليمن وسورية، والتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية ليس للمملكة فحسب وإنما لجميع دول المنطقة»، وإلا فأيام سوداء تنتظركم، ستجتث نظامكم، ليسعد شعبكم المغلوب على أمره.