يتغنى هذا في بيئة عمل «ليغو» وهي شركة ألعاب التركيب الشهيرة، وكيف أن المبنى من الخارج لا يقل إبداعا وروعة عن الداخل، فمكان العمل مليء بمناطق الاستراحة والاسترخاء ناهيك عن أرجوحة هنا وأخرى هناك، وينتقل بنا آخر من شركة «ليغو» ليعيد علينا أسطوانة بيئة العمل في غوغل وكيف أنها مليئة ب«الزحاليط» ومقاعد التأمل، فيطالع الموظف بإحدى وزاراتنا هذه الصور.. وينظر شزرًا إلى الأسفل.. متأملا مقعده الصدئ، والمغطى ب«شطرطون» فضي عريض لتخبئة وكتم الجحور المنتشرة في المقعد هنا وهناك، ويقول: إلى متى وأنا أعمل في مكان كهذا؟ ولماذا لا تكون مكاتب وزارتنا مثل مكاتب «ليغو»؟ المروّجون لمثل هذه الأخبار والصور هم من فئة «كتّف إيديك وابتسم للكاميرا»، وهم المسوّقون الشرعيون للإحباط في قالب مُذهب من الإيجابية. ومسوّقو هذا الإحباط هم في واقع الأمر أدنى وعيًا من أن يدركوا أن أرباح «ليغو» السنوية تصل إلى 15 مليار كرون دنماركي، أي حوالى 10 مليارات ريال. كما أنهم لم ولن يستوعبوا مبادرة «ليغو» للتخلص من 1400 موظف عندما تدنّت أرباحها الصافية بنسبة 3٪ فقط! كل ما تراه من زحاليط ومراجيح يا صاحب الابتسامة الإيجابية المفتعلة هو لأغراض ربحية وسقف لا يتوقف ارتفاعه من مطالب الإنتاجية، بخلاف محرقة اجتماعات يومية لطلب معجزات في جانب المبيعات، ويبدو أنني سأكتفي بهذا الحد ولا أحدثك عن عالم «غوغل» والإنجازات المطلوبة من موظف في «عالم افتراضي» رقمي لا محسوس فيه. والسؤال هو: مالكم وما لموظف حكومي في الأرشيف، أو الصادر والوارد، أو العلاقات العامة.. وكل ما يطمح إليه هو ترقية هزيلة أو زيادة في الراتب ليتمكن من سداد الإيجار؟ ولماذا لا توجهون السؤال إلى القطاع الخاص عموما، أو القطاع المصرفي خصوصا، وهو الذي لم يثبت عنه حتى اليوم تركيب أي مرجيحة في أي من الفروع أو حتى في الإدارة العامة؟! اتركوا موظف القطاعات الحكومية وشأنه، وتوقفوا عن غرس المزيد من الإحباطات فيه بعد تقديمها في قالب ممجوج من الإيجابية. وإن بادر التعليم إلى تركيب أرجوحة في ساحة مدرسة حكومية مستأجرة.. ربما يكون لكم الحق في الترويج لتركيب مراجيح للموظف الحكومي أسوة ب(زملائه) في غوغل وليغو.