احتفل العالم أخيرا باليوم العالمي للنوم، بمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظّمها «الرابطة العالمية لطب النوم» ومشاركة أكثر من 70 دولة من دول العالم بفعاليات تهدف لزيادة الوعي بارتباط النوم الصحي بنمط الحياة، والتأثير السلبي لاضطراباته المختلفة، التي تصيب 45% من سكان العالم، على نوعية المعيشة والصحة النفسية والبدنية. وبدورنا شاركنا العالم في هذا اليوم العالمي من خلال تنظيم لقاء طبي في جدة تناول أسرار النوم والاضطرابات التي يعاني منها الكثير من أفراد المجتمع، مع التنويه بدور مركز طب وبحوث النوم في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في تشخيص اضطرابات ومشاكل النوم عبر المختبر المجهز بأحدث التقنيات، وهذا المختبر عبارة عن غرفة مهيأة لاستقبال المريض وضمان راحته أثناء النوم بسرير نوم كبير مريح وإضاءة مناسبة وحرارة معتدلة، وأثناء فحص النوم يتم تسجيل رسم الدماغ والقلب وحركة العينين، إضافة إلى رصد الشخير وحركة عضلات الحلق والساقين بواسطة موصلات سلكية تثبت قبل النوم، وترصد حركة التنفس عن طريق حزام يوضع حول الصدر وآخر حول البطن ومتابعة تدفق الهواء عن طريق مجسات توضع قريبا من الأنف، وكذلك تسجيل نسبة الأوكسجين في الدم طوال ساعات النوم باستخدام مقياس للأوكسجين عن طريق النبض. ولا يقتصر فحص النوم على فترة الليل بل يمكن إجراء اختبار خاص للنوم أثناء ساعات النهار لتشخيص حالات معينة من النوم المفرط، كمرض نوبات النوم القهري، حيث يقوم المريض بالنوم على فترات قصيرة مدة كل فترة منها 20 دقيقة، وذلك لقياس قدرته على مقاومة النوم والظهور المبكر وغير الطبيعي لمرحلة النوم الحالم، ولا تتوقف أهمية مختبر النوم عند الفحص والتشخيص، بل تتعداه إلى الفحص العلاجي ومتابعة المرضى للوقوف على مدى استجابتهم لأنواع العلاج المختلفة. وحاليا يمكن فحص المريض في المنزل بواسطة جهاز تقني صغير متنقل يمكنه رصد معظم التغيرات المطلوبة للتأكد من التشخيص السليم، وخصوصاً انقطاع التنفس أثناء النوم دون الحاجة لتنويم المريض في المستشفى، وهو إجراء معتمد عالميا وطبيا ومتوفر في السعودية ويتم إجراؤه بحسب دواعي الحالة بعد العرض على طبيب اضطرابات النوم. * مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز