يجد مراقبون تشابها كبيراً وتقاربا بين سياسة النظام القطري وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، فكلا النظامين غاصبان للسلطة، كما أنهما يعملان لتفكيك التوافق العربي وضرب الاستقرار في الدول العربية. واعتبر الكاتب السياسي حمد الرويس أن المتتبع لتحولات السياسة القطرية في تأريخها يؤكد أن انقلاب حمد بن خليفة على والده «نقطة تحول كبيرة في تاريخ قطر سياسياً وثقافياً واجتماعياً»، مشيراً إلى أن العالم العربي شهد جملة من التخبطات السياسية في قطر. وقال الرويس ل«عكاظ» إن الإمارة الصغيرة لم تشهد فقط انقلابا على الأب الشيخ خليفة بن حمد وإنما شهدت انقلاباً على مبادئ دول مجلس التعاون والدول العربية وانتهاكاً صارخاً لقوانين وقرارات مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، موضحاً أن القيادة الجديدة للدوحة تدخلت في شؤون الدول العربية وحاولت أن تضرب استقرارها عبر دعم الجماعات المتطرفة وحركات العنف والفوضى في المنطقة. وأضاف «ظهرت بعض الأدلة واضحة جلية في التسجيلات التي نشرت وظهرت للعلن من محادثات هاتفية بين مسؤولين قطريين وأفراد متهمين بالإرهاب في كل من البحرين ومصر والسعودية صاحبها حملات إعلامية ممنهجة للنيل من هذه الدول واستقرارها، معرجاً على المحاولات القطرية الإسرائيلية لتفكيك الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية. ونوه المحلل السياسي الرويس أن ظهور المسؤولين الإسرائيليين في وسائل إعلام قطر ما هو إلا وسيلة لتمييع الموقف العربي في رفض إسرائيل ومحاولة لتحسين صورة العدو في عيون المشاهدين العرب، ونشر ثقافة التطبيع للشعوب العربية. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة الدكتور طارق فهمي ل «عكاظ» أن تطبيع قطر مع إسرائيل ليس جديداً، بل بات في مجال الرياضة والثقافة جنباً إلى جنب في الاقتصاد والسياسة، مشدداً على أن الخطورة تكمن في عدم الإدراك العربي لطبيعة ما تخطط له إسرائيل من محاولة اختراق الموقف العربي من زاوية التطبيع الرياضي. من جهته، أكد المحلل السياسي اليمني هاني مسهور ل«عكاظ» إثارة نشطاء المقاطعة في فلسطين بعض التساؤلات عن حرية حركة المسؤولين القطريين ودخولهم لقطاع غزة، لافتاً إلى أنه تم في العام الماضي عقد قمة «تطبيعية» مع حاخامات صهاينة في مدريد برعاية الدبلوماسي القطري ناصر النصر. وقال إن ناشطي المقاطعة أدانوا اللقاء، مضيفاً «لم تتوقف أوجه التطبيع عند ذلك اللقاء بل أن الدوحة استضافت عددا من الشخصيات الإسرائيلية بعضهم مناهض لجزئيات من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تجميل صورة الكيان المحتل». واستشهد بالفيلم الدعائي الذي أعدته قطر في نهاية 2010 ضمن حملتها الهائلة لاستضافة مونديال 2022، أثار استنكاراً عارماً لاحتوائه على حديث بالعبرية عن تمنيات بوصول إسرائيل ودول عربية إلى النهائيات، ولعب الفريق الإسرائيلي مقابل فريق عربي، وقيام مشجعين من الطرفين بالوجود معاً وتشجيع فريقيهما ليتعارفوا على بعضهم البعض. ولفت إلى أن استضافة الدوحة للرياضيين الإسرائيليين لم تتوقف في التنس والدراجات الهوائية والجري وكذلك الألعاب المدرسية!